ملخص المقال
رغم الظلم الذي وقع فيه الحجاج بن يوسف الثقفي إلا أن له أعمالا صالحة في بحر سيئاته
على الرغم من شهرة الحجاج إلا أن كثيرا من المؤرخين اعتبره صورة مجسمة للظلم، وأصبح اسمه يستدعى في الحال عند ذكر معاني الظلم والاستبداد والطغيان.
وإذا كان الجانب الأسود المظلم قد طغى على صورة قصة الحجاج بن يوسف الثقفي، فإننا سنحاول إبراز بعض الجوانب المشرقة التي قام بها في حياته، والمؤثرة في تاريخ المسلمين؛ حتى نرى شخصية الحجاج كاملة بحلوها ومرها، وخيرها وشرها.
فمن الأعمال الصالحة التي قام بها الحجاج بن يوسف في حياته:
استنئاف الفتوحات الإسلامية
أراد الحجاج استئناف حركة الفتوحات الإسلامية -التي توقفت لبعض الوقت لكثرة النزاعات التي واجهت الدولة- لذلك أرسل الجيوش المتتابعة واختار لها القادة الأكْفَاء، مثل عبد الرحمن بن الأشعث، وقتيبة بن مسلم الباهلي، الذي ولاه الحجاج خراسان سنة 85هـ/ 704م، وعهد إليه بمواصلة الفتح وحركة الجهاد؛ فأبلى بلاء حسنًا، ونجح في فتح العديد من المدن بآسيا الوسطى، وانتشر الإسلام في هذه المناطق، وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.
كما بعث الحجاج بمحمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابًّا صغير السن لم يتجاوز عشرين عاما، ولكنه كان قائدًا عظيمًا موفور القدرة، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات في أن يفتح مدن وادي السند (باكستان حاليا).
الإصلاحات العمرانية والاجتماعية
في الفترة التي قضاها الحجاج في ولايته على العراق قام بجهود إصلاحية عظيمة؛ فقد أمر بعدم النوح على الموتى في البيوت، وبقتل الكلاب الضالة، ومنع التبول أو التغوط في الأماكن العامة، ومنع بيع الخمور، وعندما قدم إلى العراق لم يكن لأنهارها جسور فأمر ببنائها، وأنشأ خزانات بالقرب من البصرة لتخزين مياه الأمطار لتوفير مياه الشرب، وكما أمر بحفر الآبار في المناطق المقطوعة لتوفير مياه الشرب للمسافرين.
كذلك ساعد الحجاج بن يوسف الثقفي في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها.
نقط المصحف
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر الخطأ في القراءة؛ فقام نصر بن عاصم بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
فها هو الحجاج بن يوسف الثقفي بحلوه ومره وشره وخيره أو كما قال الإمام ابن كثير: إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصًا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرًا.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة البيت المعمور الذي رآه الرسول في الإسراء والمعراج
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- أيهما أصح .. شهر ربيع الثاني أم الآخر؟
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- باحث أردني يكشف عن مكان يأجوج ومأجوج
التعليقات
إرسال تعليقك