المقال السابق:
ملخص المقال
رؤية النبي صلى الله عليه وسلم للجنة في الإسراء والمعراج وهو ما زال من أهل الدنيا كانت جائزة ربانيةيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم واصفا بعض مشاهد رحلة الإسراء والمعراج: «ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا حَبَايِلُ اللُّؤْلُؤِ وَإِذَا تُرَابُهَا المِسْكُ»[1]، وفي رواية: «ثُمَّ أُدْخِلْتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا فِيهَا جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤَ، وَإِذَا تُرَابُهَا الْمِسْكُ»[2]. جائزة ربانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي جائزة خاصة له وحده، لم تقدم لأحد قبله، ولن تقدم لأحد بعده؛ إنها جائزة دخول الجنة وهو ما زال من أهل الدنيا خلال رحلة الإسراء والمعراج. وأول ما لفت نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وجود ما أطلق عليه: حَبَايِلَ اللُّؤْلُؤِ في رواية، أو: جَنَابِذُ اللُّؤْلُؤَ في رواية أخرى. وحبايل اللؤلؤ هي عقود اللؤلؤ وقلائده، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقصد عقودًا مُعَلَّقة في نواحي الجنَّة المختلفة؛ وذلك لتزيين الجنَّة ذاتها، وقد يكون هذا بمنزلة احتفال بدخول خير البريَّة صلى الله عليه وسلم. والذي يُؤَيِّد هذا المعنى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصف مشهدًا عامًّا للجنَّة اكتفى فيه بذكر أمرين؛ وهما حبايل اللؤلؤ والتراب، ولا يُتَوقَع في هذا المقام أن يصف شيئًا يُلْبَس. أما جنابذ اللؤلؤ فمفردها جُنْبُذَةٌ، وَهُوَ مَا ارْتَفَعَ مِنَ الْبِنَاءِ، وهي لفظة فَارِسِيَّة مُعَرَّبة، وهي القباب (جمع قُبَّة)، والقباب من صفات الجنة، وذكرت في أكثر من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ منها ما هو حول نهر الكوثر. أما تراب الجنة فهو المسك كما وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يعطي الانطباع عن الرائحة العامة الرائعة التي يشمها أهل الجنة بصفة دائمة؛ فهي ليست روائح مخصوصة بأماكن معينة؛ إنما هي التراب الموجود في كل مكان! كان هذا هو المشهد العام الذي لاحظه رسول الله صلى الله عليه وسلم للوهلة الأولى عند دخوله للجنة، ثم قام جبريل عليه السلام بترتيب جولة جميلة في بعض أنحاء الجنة، شاهد فيها النبي صلى الله عليه وسلم مشاهد أخرى! كان من هذه المشاهد المهمة نهر الكوثر! للمزيد .. د.راغب السرجاني: النبي يرى الجنة في المعراج [divider] [1] البخاري: كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، (342)، عن أبي ذر رضي الله عنه. [2] البخاري: كتاب الأنبياء، باب ذكر إدريس عليه السلام، (3164)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات وفرض الصلوات، (163)، عن أبي ذر رضي الله عنه، واللفظ له.
تقييم المقال
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- صور نادرة .. القاهرة من مائة عام
- الصحابي الذي نزلت فيه آية .. وصاحبهما في الدنيا معروفا
التعليقات
إرسال تعليقك