ملخص المقال
الحجاج بن يوسف كان صورة مجسمة للطغيان والاستبداد ومع ذلك كان في عهده أعظم الفتوحات
الحجاج بن يوسف الثقفي أحد أبرز الأمراء في تاريخ الدولة الأموية الذين أثاروا جدلا واسعا عند المؤرخين والباحثين.
فقد كان صورة مجسمة للظلم، ومثالاً بالغًا للطغيان، وأصبح ذكر اسمه يستدعي في الحال معاني الاستبداد، ومع ذلك حدثت في عهده أعظم الفتوحات، ووصلت رايات المسلمين إلى حدود الصين والهند!
فقد كان يرسل الجيوش المتتابعة، ويختار لها القادة الأكفاء، مثل قتيبة بن مسلم الباهلي، الذي عيّنه الحجاج واليا على إقليم خراسان سنة 85هــ/ 704م، وعَهِدَ إليه بمواصلة حركة الفتوحات؛ فأبلى بلاء حسنًا، ونجح في فتح العديد من النواحي والممالك والمدن الحصينة بآسيا الوسطى.
كما استطاع أن يصل إلى مدينة كاشغر الواقعة على حدود الصين المجاورة لإقليم ما وراء النهر،مما أدى إلى انتشار الإسلام في هذه المناطق وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية.
كذلك بعث الحجاج بن يوسف الثقفي بابن عمه محمد بن القاسم الثقفي لفتح بلاد السند، وكان شابًّا صغير السن، ولكنه كان قائدًا عظيمًا، نجح خلال فترة قصيرة لا تزيد عن خمس سنوات (89- 95هــ/ 707- 713م) في أن يفتح مدن وادي السند (باكستان الآن).
وكتب محمد بن القاسم بعدها إلى الحجاج يستأذنه في فتح إمارة قنوج أعظم إمارات الهند التي كانت تمتد بين السند والبنغال، فأجابه إلى طلبه وشجعه على المضي، وكتب إليه أن سِر فأنتَ أمير ما فتحتَه.
أيضا كان الحجاج بن يوسف يتابع سير حملات قادته ويوفر لها ما تحتاجه من مؤن وإمدادات، ولم يبخل على قادتها بالنصح والإرشاد؛ حتى حققت هذه النتائج العظيمة، ووصلت رايات الإسلام إلى أعماق آسيا.
فها هي سيرة الحجاج بن يوسف عجيبة للغاية فيها قتل الأئمة والتابعين كسعيد بن جيبر وعبد الله بن الزبير من جانب وفيها فتوحات عظمى امتدت حتى وصلت إلى الصين والهند من جانب آخر!
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة البيت المعمور الذي رآه الرسول في الإسراء والمعراج
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- أيهما أصح .. شهر ربيع الثاني أم الآخر؟
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- باحث أردني يكشف عن مكان يأجوج ومأجوج
التعليقات
إرسال تعليقك