ملخص المقال
معركة تولوز أو طولوشة هي أول هزيمة للمسلمين في فرنسا وقد استشهد فيها القائد العظيم السمح بن مالك الخولاني
تتفق معظم المصادر التاريخية على أن نشاط حركة الفتوح عبر جبال ألبرت وفي جنوب فرنسا بدأ في عهد القائد السمح بن مالك الخولاني الذي عينه الخليفة عمر بن عبد العزيز ليكون واليا للأندلس بدلا من الحر بن عبد الرحمن الثقفي؛ وذلك لنزاهة السمح وشدة إيمانه.
وما أن استقر السمح بن مالك في الولاية، وأصلح الأمور الداخلية، حتى بادر بالنهوض إلى الجهاد في جنوب فرنسا؛ حيث بدأ السمح بن مالك بسلسلة من الحملات في غالة (فرنسا)، فسار بجيش كبير عبر منطقة سرقسطة، واجتاز جبال ألبرت الواقعة بين فرنسا وإسبانيا إلى أن أصبح أمام مدينة أربونة عاصمة ولاية سبتمانية فحاصرها وفتحها، ثم حصَّن أسوارها ووضع فيها وفي المدن المجاورة قواعد عسكرية، وأقام فيها حكومة إسلامية.
ثم توغل إلى داخل غالة (فرنسا) حتى وصل إلى مدينة تولوز/ طولوشة Toulouse، وقد أحاطها بالخنادق والمنجنيقات وسائر أدوات الحصار، حتى أوشك أهلها على التسليم.
وعندما سمع القائد أودو -دوق مدينة أكيتانية- بهذا فزع وسارع مسرعا نحو مدينة تولوز، واشتبك مع جيش المسلمين بقيادة السمح بن مالك وذلك في معركة حامية بالقرب من مدينة طولوشة/ تولوز، واشتد القتال بين الفرقين، وصبر المسلمون صبرا كريما، حتى قتلوا عن آخرهم كما يقول المؤرخون.
وكانت جنود الفرنج قد تكاثرت على المسلمين وأحاطت بهم، وانتهى الأمر باستشهاد قائد المسلمين السمح بن مالك الخولاني وذلك في 8 من ذي الحجة سنة102هــ/ 8 يونيو 721م.
وقد استطاع القائد الثاني عبد الرحمن الغافقي أن يقود الباقين من الجيش الإسلامي ويرجع إلى قاعدة المسلمين بمدينة أربونة، وقد جاءتهم نجدات من الأندلس فثبتوا في المناطق التي تم فتحها على يد السمح بن مالك.
بذلك انتهت معركة تولوز أو معركة طولوشة التي تعتبر أول هزيمة لجيش المسلمين في فرنسا.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- أسرار محاكم التفتيش التي عذبت المسلمين بعد سقوط الأندلس
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- سليمان العظيم .. سلطان العالم القديم
التعليقات
إرسال تعليقك