ملخص المقال
مواقف وأفعال دلت على أن الأمير المجاهد عماد الدين زنكي كان يسير على خطى الفاروق عمر..
لا بُدَّ أن يكون العدل صفة لازمة لأي حاكم صالح، والعدل العمري كان من السمات المميِّزَة لعماد الدين زنكي، حتى قال ابن الأثير في وصف فترة حكمه: "لا يقدر القوي على ظلم الضعيف".
وللقائد المجاهد عماد الدين زنكي مواقف في العدل دلت على سيره - رحمه الله- على خطى الفاروق عمر رضي الله عنه.
فقد كان يُوصي أمراءه دائمًا بالتخفيف على الرعية، وكان صارمًا في هذا الباب تمامًا، ولقد اعتقل وزيره أبا المحاسن العجمي؛ لأنه صادر بعض أموال الناس، ولم يقبل له حجَّته، فكان الشعب عنده مقدَّمًا على القادة وكان شديد الحرص على ممتلكات الفلاحين البسطاء، فيأمر جنوده بأن يسيروا وسط المزارع في منتهى الحذر؛ لئلاَّ يدوس أحدهم زرعًا لفلاح.
وفي زمانه لم يكن يجرؤ جندي على أن يأخذ تبنًا لفرسه من فلاح بلا ثمن، مع أن التبن سيُؤخذ علفًا لخيول الجهاد؛ فإن ذلك لا بُدَّ أن يكون بالثمن!
ومن أروع مواقف عماد الدين زنكي بخصوص قضية الأملاك والإقطاعيات ما حدث عند فتحه لمعرَّة النعمان، وأخذها من يد الصليبيين بعد احتلال عدَّة سنوات!
لقد كان عماد الدين زنكي حنفيَّ المذهب، وفي مذهب أبي حنيفة أن الأرض إذا احتلَّها الأعداء غير المسلمين صارت دار حرب، ثم إذا ردَّها المسلمون بعد ذلك صارت من أملاك الدولة، فيأخذها بيت المال، ويُقَسِّمها بمعرفته على مَنْ شاء من الناس دون النظر إلى الملكية السابقة للأراضي والديار.
فعند فتح المعرة جاء أهلها السابقون من كل مكان يطلبون أملاكهم القديمة، فجاء عماد الدين زنكي بالفقهاء ليقولوا رأيهم في المسألة، فأفتوا جميعًا برأي أبي حنيفة.
لكنه قال في فقه عميق: "إذا كان الفرنج (الصليبيون) يأخذون أملاكهم، ونحن نأخذ أملاكهم، فأيُّ فرقٍ بيننا وبين الفرنج؟ كلُّ من أتى بكتاب يدلُّ على أنه مالك لأرض فليأخذها". وبذلك ردَّ عماد الدين زنكي إلى الناس جميع أملاكهم، ولم يتعرَّض لشيء منها.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- أول من أثبت كروية الأرض
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- كم مرة أشار فيها القرآن لأرض الشام؟
التعليقات
إرسال تعليقك