ملخص المقال
المعركة التي أباد فيها جيش السلاجقة المسلمين جيش الألمان إبان الحملة الصليبية الثانية
لم يكد نبأ سقوط الرها في يد عماد الدين زنكي سنة 539هـ/1144م يتردد في عواصم غرب أوروبا حتى أثار مخاوف شديدة، وأدرك الصليبيون أن ذلك يمثل بداية النهاية لبقية الإمارات الصليبية في الشرق الإسلامي.
وكانت نداءات الاستغاثة قد وصلت إلى البابا يوجنيوس الثالث من فرنج الشرق؛ فقد بعثت ملكة بيت المقدس بوفد رفيع المستوى إلى البابا يوجنيوس الثالث في روما لطلب النجدة بعد سقوط الرها وليدعو إلى حملة صليبية جديدة.
وبالفعل بادر البابا يوجينيوس الثالث بدعوة لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث إمبراطور ألمانيا ليتزعما تلك الحملة؛ لنجدة فرنج الشرق من خطر المسلمين ولاسترداد إمارة الرها.
وقد لبى الإمبراطور الألماني كونراد الثالث ولويس السابع ملك فرنسا دعوة البابا وخرجا كل بجيشه عبر أوروبا باتجاه القسطنطينية ومن هناك عبرا مضيق البوسفور إلى آسيا الصغرى (تركيا الآن).
كان الجيش الألماني يتقدم الجيش الفرنسي عدة أيام، وعندما بلغ منطقة دوريليوم شرق مدينة نيقية )تركيا الآن) وقع الجيش الألماني في قبضة جيش السلطان مسعود أمير سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، فقد تراجع السلطان مسعود وفق خطة عسكرية ذكية حتى وصل الجيش الألماني تقدمه إلى قلب إقليم فريجيا هناك.
وكان السلطان مسعود قد نشر قواته على قمم الجبال المحيطة بهم ولما وصل الجنود الألمان إلى نهر باتيس قرب منطقة دوريليوم داهمهم الجيش السلجوقي المسلم، وكان قد استبد بهم التعب والعطش فاختلت صفوفهم، وحاولوا الاحتماء بالجبال، لكن السلاجقة أحاطوا بهم وأمطروهم بالسهام.
عندئذ قَّرر كونراد الثالث الإنسحاب، لكن السلاجقة لم يتركوه وهاجموا مؤخرة جيشه ومقدمته وقلبه، فتعَّرض جيش الألمان لأفدح الخسائر بين قتل وأسر.
والواقع أن القتال لم يكن سوى مذبحة قتل فيها تسعة أعشار الجيش، وأصيب كونراد الثالث نفسه بجرحين أحدهما في رأسه مما دفعه إلى ترك ساحة المعركة عند المساء والفرار مع من تبقَّى من رجاله، عائدين إلى مدينة نيقية، في حين غنم السلاجقة كميات لا حصر لها من الغنائم والتي ظلت تباع في أسواق المدن الإسلامية عدة شهور.
وبهذه الهزيمة الساحقة يمكننا التأكيد بأن الجيش الألماني قد فشل في تحقيق الغاية التي أتى من أجلها إلى الشرق، مما سيكون له أثر سيء على الحملة الصليبية الثانية.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- صورة فائقة الجودة| جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق
- قصة وضع الحجر الأسود
- أين مكان عرش إبليس؟
التعليقات
إرسال تعليقك