ملخص المقال
منع الصيام في اليوم الذي يسبق رمضان، وهو التاسع والعشرين من شعبان، وكذلك الثلاثين؛ حيث قد يأتي شعبان كاملًا أو ناقصًا..
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
جعل الله عز وجل صيام شهر رمضان فريضة، وهي عبادة توقيفية، بمعنى أنها متوقِّفة على ما أمر الله ورسوله ﷺ به؛ لذا أراد الله أن تكون حدود هذه العبادة معروفة بدِقَّة لكل مسلم، فجعل الصيام يبدأ من أول رمضان، وينتهي في آخره، ومنع الصيام في اليوم الذي يسبق رمضان، وهو التاسع والعشرين من شعبان، وكذلك الثلاثين؛ حيث قد يأتي شعبان كاملًا أو ناقصًا، ومنعه كذلك في اليوم الذي يعقب رمضان، وهو يوم العيد، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «لاَ يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ، إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذَلِكَ اليَوْمَ»[1].
وعن أَبِي عُبَيْدٍ، مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ: أَنَّهُ شَهِدَ العِيدَ يَوْمَ الأَضْحَى مَعَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، فَصَلَّى قَبْلَ الخُطْبَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَدْ نَهَاكُمْ عَنْ صِيَامِ هَذَيْنِ العِيدَيْنِ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَيَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ، وَأَمَّا الآخَرُ فَيَوْمٌ تَأْكُلُونَ مِنْ نُسُكِكُمْ»[2]..
فصار الإفطار في آخر أيام شعبان عبادة نتقرَّب بها إلى الله، لأنه هو الذي أمرنا بالإفطار فيه، غير أن رسول الله ﷺ جعل لذلك استثناءً واحدًا، وهو أن يُوافِق هذا اليوم الأخير من شعبان يومًا كان المسلم معتادًا فيه على الصيام، كأن يكون يوم الاثنين أو الخميس مثلًا، أو كانـت على المسلم أو المسلمة أيامٌ من رمضان الماضي لم يقضها بعدُ، فهنا يمكن أن يصوم ذلك اليوم، فهذه هي سُنَّته ﷺ، وكلها خير، في الصوم، وفي الفطر.
ولا تنسوا شعارنا: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: 54].
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- متى بني المسجد الأقصى ومن الذي بناه؟
- عمرو بن العاص وقصة الفتح الإسلامي لليبيا
التعليقات
إرسال تعليقك