ملخص المقال
هذا المقال من كتاب إحياء 354 سنة للدكتور راغب السرجاني
كان من عادة رسول الله ﷺ أن يبقى في المسجد بعد صلاة الفجر يذكر الله عز وجل حتى طلوع الشمس؛ فعن جابر بن سَمُرَةَ رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ كَانَ إِذَا صَلَّى الْفَجْرَ جَلَسَ فِي مُصَلَّاهُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَسَنًا»[1]..
وطلوع الشمس حسنًا يعني ارتفاعها، وهي مدَّة ربع ساعة تقريبًا بعد الشروق، وهذه السُّنَّة تحتاج إلى إعداد، فمَنْ أراد أن يُطَبِّقها فعليه النوم مبكِّرًا، وعليه أن يجعل برنامج يومه يبدأ بعد الشروق؛ ومن ثَمَّ فسيحتاج غالبًا إلى النوم بعد الظهر لكونه بدأ يومه مبكِّرًا جدًّا، وهذا الترتيب ليس بالأمر السهل؛ لذلك جعل الله تعالى أجر هذه السُّنَّة كبيرًا للغاية؛ فعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ». قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ»[2]..
فانظر كَمْ يصرف الناسُ من جهد ووقت ومال كي يقوموا بعبادة الحجِّ والعمرة، ثم ها هي الفرصة متاحة للمسلم أن يُحَصِّل ذات الأجر «تامًّا» وهو في بلده إذا أدَّى هذه السُّنَّة! ويمكن لمن يستصعب الأمر أن يبدأ بالتدرُّج، فيفعل ذلك يومًا أو يومين في الأسبوع، ثم بعدها سيُلْقِي اللهُ في قلبه حبَّ هذه العبادة فيحافظ عليها دومًا إن شاء الله.
ولا تنسَوْا شعارنا: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ [النور: 54].
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة عزل خالد عن قيادة الجيش
- قصة الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور
- فيديو : الخريطة التي اذهلت العالم
- أول من قام بمحاولة قياس أبعاد الأرض.. خليفة مسلم
- أول ظهور للقب أمير المؤمنين
التعليقات
إرسال تعليقك