ملخص المقال
انتهى غزو الحاجب المنصور لمملكة أرجوان في شمال إسبانيا بمشهد فيه عزة وقوة وكرامة ..
يعتبر عهد الحاجب المنصور بن أبي عامر من أعظم عصور الأندلس، وذلك بفضل السياسة التي اتبعها الحاجب المنصور رحمه الله؛ حيث شغل الناس بالجهاد في سبيل الله عن التناحر الداخلي الذي أضعف الأندلس أمام الإسبان في عهود سابقة، هذا الخلاف الذي مهّد السبيل أمام الإسبان للتجمع مرة أخرى في شمال الأندلس وتكوين عدة ممالك صليبية مثل أرجوان وقشتالة وليون، والتي صارت شوكة في جنب دولة الإسلام في الأندلس، حتى جاء عهد الحاجب المنصور، وقضى عليه بالجهاد.
وفي واحدة من مشاهد العزة والقوة والكرامة، خرج الحاجب المنصور على رأس جيش كبير لغزو بلاد مملكة أرجوان.
وقد كمن له الصليبيون عند مضايق جبال البرانس أو ألبرت كما يسميه الأوربيون الآن، وفي ظلام الليل هجموا على المسلمين وأمطروهم بوابل من السهام فاضطربت صفوف المسلمين وفرّ كثير منهم، لكن الحاجب المنصور ومعه أبناؤه وكانوا مثله في القوة والشجاعة، ثبتوا ولم يفروا، ومعهم خاصة فرسان الحاجب من الفتيان الصقالبة مع قاضي القضاة ابن ذكوان.
فلما رأى المسلمون ثبات قادتهم في القتال حمت نفوسهم، وعادوا للقتال على أشد ما يكون القتال، حتى أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين.
بعد هذا النصر الكاسح ألزم الحاجب المنصور الإسبان بدفع الجزية ومعها ابنة ملكهم (فرويلا الرابع) ليأخذها الحاجب جارية عنده، وكانت أجمل نساء زمانها، وأكثرهن شرفًا عند الإسبان، وذلك ليس حبًّا في النساء، ولكن لإرغام أنوف الإسبان، وردعهم عن محاربة المسلمين وتهديدهم مرة أخرى، فاضطروا للموافقة؛ خوفًا من بأس الحاجب وقوة المسلمين، فلما شيعها أبوها وأكابر دولته معه، قالوا لها: أصلحي حالنا عند المنصور، وتوسطي لنا دائمًا عنده.
فردت المرأة -وكانت من أعقل نسائهم- قائلة: أيها الجبناء، العزة لا تنال بأفخاذ النساء، ولكن برماح الرجال.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أبشع قوانين عنصرية في تاريخ أميركا
- من الصحابي الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني أحبك حبين»
- أشهر الحلقات العلمية في التاريخ الإسلامي
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
التعليقات
إرسال تعليقك