ملخص المقال
سوق عكاظ من أعظم أسواق العرب في الجاهلية فقد جمعت بين السياسة والتجارة والأدب ..
سوق عكاظ أشهر أسواق العرب، وهي سوق تجارة وسياسة وأدب، موقعها جنوب مكة إلى الشرق وهي نخل في وادٍ بين مكة والطائف.
والظاهر أن ما يطلق عليه "عكاظ" من الأرض متسع وفيه أراضٍ مسقية ذات نخيل، وقد سميت عكاظ بهذا الاسم؛ لأن العرب كانت تجتمع فيها فيعكظ بعضهم بعضا في المفاخرة أي: يقهر، وقال آخرون: إنها من تعكَّظ القوم, إذا اجتمعوا لينظروا في أمورهم، وذهب غيرهم إلى أنها من التعاكظ بمعنى التفاخر.
وبداية هذه السوق سنة 585م أو 586م تقريبًا, أي: إن تأريخ سوق عكاظ لم يكن بعيد عهد عن الإسلام, فهو قبله بنحو ربع قرن، وقد أقيمت وعمر الرسول صلى الله عليه وسلم 15 عامًا، وهناك رأي ثانٍ يقول إنها قد عمرت أكثر من قرنين ونصف القرن في الجاهلية والإسلام.
وكانت هذه السوق موسمًا من مواسم الجاهلية, كانت تجتمع فيها قبائل العرب يتفاخرون ويتناشدون بما أحدثوا من الشعر، يقيمون على ذلك شهرا، ويبيعون ويشترون ثم يتفرقون.
وعكاظ قد يكثر فيها الناس في شوال وثم يزيدون في ذي القعدة الزمن الرسمي للسوق، ولا يتم خلو السوق تماما إلا في ذي الحجة.
وهي المعرض العربي العام أيام الجاهلية؛ فهي مجمع أدبي لكل القبائل العربية، وهي سوق تجارية كبرى، يحمل إليها من كل بلد تجارته وصناعته كما يحمل إليها أدبه، فإليها يجلب الخمر والسمن والحرير، وأنواع الطيب وأدوات السلاح، وتباع فيها زيوت الشام وزبيبها وبرود وأغطية اليمن.
فكان يعرض للبيع وللشراء في عكاظ كل أنواع البضاعات حتى الإنسان يعرض فيها للبيع؛ حيث كانت فيها سوق للرقيق.
وهي معرض لكثير من عادات العرب؛ ففيها كان "قس بن ساعدة" يخطب الناس ويعظهم بمن كان قبلهم ويأمرهم بالخير، وفيها كان عمر بن الخطاب في الجاهلية يصارع الأقوياء، وآخر يأتي عكاظ ببناته ترويجا لزواجهن، وأناس قدموها ليختاروا من يتزوجون.
كما كان كسرى الفرس يبعث بالسيف القاطع وينادي مناديه: "إن هذا بعثه الملك إلى سيد العرب" فلا يأخذه إلا من أذعنت له العرب، وكان كسرى يريد بذلك معرفة ساداتهم؛ ليعتمد عليهم في أمور العرب.
وهي أيضا ندوة سياسية عامة، تقضى فيها أمور كثيرة بين القبائل؛ فمن كانت له إتاوة على قبيلة نزل عكاظ فجاءوه بها, ومن أراد تخليد نصر لحيه خلده فيها شعرا، ومن أراد إجارة أحد هتف بذلك في عكاظ حتى يسمع عامة الناس، ومن أراد إعلان حرب على قوم أعلنه في عكاظ.
هي إذًا معرض عام للجزيرة العربية، فيها عرض للتجارات، وللبيوع، وللعادات، والأديان، واللغات، والآداب، والسياسات .. وفيها لجان رسمية تحكم للمتفوق بتفوقه حكما نافذا من أقصى الجزيرة إلى أقصاها.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- الصحابي الذي نزلت فيه آية .. وصاحبهما في الدنيا معروفا
- هل تعرف ما هو قرن المنازل ؟
التعليقات
إرسال تعليقك