ملخص المقال
تعرف على العهدة العمرية أقدم إعلان عالمي في الحقوق والحريات الدينية وضعه الفاروق عمر لأهل فلسطين بعد فتحها..أهم مقتطفات المقال
قصة العهدة العمرية .. أقدم إعلان عالمي في الحريات الدينية
لما استسلم أهل القدس للمسلمين، اشترطوا عليهم أنهم لن يسلموا مفاتيح القدس إلا لرجل تنطبق عليه مواصفات خاصة، اختلف فيها في كتب التاريخ، وأن اسمه يتكون من ثلاثة حروف، فوجد المسلمون أن هذه المواصفات لا تنطبق إلا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فجاء عمر رضي الله عنه، من المدينة ليتسلم مفاتيح القدس، واستخلف عليًّا رضي الله عنه على المسلمين في المدينة المنورة.
وهناك احتمال آخر، أن يكونوا قد أخذتهم العزة، ألا يسلموا تلك المدينة الحصينة، ذات القيمة العالية عندهم للجيش الإسلامي، فأحبوا أن يسلموها إلى أعلى قيادة في المسلمين، حتى يظل معلومًا أنها استعصت على جميع الجيوش الإسلامية، وبقيت حتى جاءها أمير المسلمين بنفسه.
وتوجد رواية ثالثة تذكر أن أهل القدس لم يطلبوا مجيء عمر، ولكن أبا عبيدة لما رأى صعوبة فتحها أرسل إلى "عمر"، لكي يأتيه بمدد يعينهم.
في كل الأحوال، فإن الثابت تاريخيًّا أن عمر بن الخطاب جاء من المدينة المنورة لفتح القدس بنفسه، والتقى بـوالي القدس، واتفقا على صلح القدس، وكتب عمر بن الخطاب "العهدة العمرية"، التي حفظها التاريخ، وأجمع عليها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا نصها: "
بِسْمِ اللهِ الرّحْمَنِ الرّحيمِ
هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء (القدس) من الأمان.. أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضَارّ أحدٌ منهم، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود([1])، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يخرِجُوا منها الروم، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم ويخلي بيعهم وصُلُبَهم فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم حتى يبلغوا أمنهم، ومن أقام منهم فعليه مثل ما على أهل إيلياء، ومن شاء أن يسير مع الروم، سار مع الروم وهو آمن، ومن شاء أن يرجع إلى أهله، رجع إلى أهله، وهو آمن، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية، شهد على ذلك خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان وكُتِبَ وحُضِرَ سنة خمس عشرة".
وهكذا كان صلحًا في غاية التسامح مع أهل المدينة، وكل من يسكن معهم فيها.. وسجلها التاريخ كأقدم ميثاق عالمي في الحريات الدينية.
للمزيد ..
[1] -كان هذا طلب أهل القدس أنفسهم؛ لأنهم كانوا يكرهون اليهود بشدة وفي رواية أخرى للمعاهدة ولو مرَّ بها يهوديٌّ، لا يبيت فيها ليلة.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- صور نادرة .. القاهرة من مائة عام
التعليقات
إرسال تعليقك