ملخص المقال
قصة تحالف التتار مع مملكة أرمينيا الضعيفة ما الأسباب؟ وما الدوافع؟
فكر «هيثوم» ملك أرمينيا في التحالف مع التتار على أساس التبعية كما يُريد «منكوخان» خاقان التتار؛ فملك أرمينيا يعلم قوَّة التتار؛ فبلاده قد دُمِّرت في عهد جنكيزخان، ثم في عهد أوكيتاي، كما أن دولته ضعيفة ومساحتها أقل من 30 ألف كيلومتر مربع، ويعلم ملك أرمينيا -أخيرًا- أنه محاصر بين قوَّات التتار من جهة، وقوَّات المسلمين من جهة أخرى، والعداء قديم بينه وبين المسلمين، وهو يتمنى غزو بلاد المسلمين والخلافة العباسية، وإن لم يقبل الآن بالتبعية للتتار فسيُرغم عليها غدًا.
كل هذا دفع "هيثوم" ملك أرمينيا أن يذهب بنفسه لمقابلة «منكوخان» في قراقورم عاصمة المغول، وبالفعل استقبله ملك التتار وبدأ يُعطيه وعودًا كبيرة، وهو يشتري بذلك ولاءه وتبعيته.
لقد أعطاه عدة أشياء أهمها:
ضمان سلامة الممتلكات الشخصية للملك «هيثوم»، وإعفاء كل الكنائس والأديرة من الضرائب.
مساعدة الأرمن في استرداد المدن التي أخذها السلاجقة المسلمون منهم، واعتبار ملك أرمينيا كبير مستشاري «منكوخان»؛ وذلك فيما يختصُّ بشئون غرب آسيا.
وإن الناظر للقوى العسكرية في ذلك الوقت يجد أن القوَّة العسكرية لأرمينيا لا تُقارن بالمرَّة بقوَّة التتار؛ فلماذا يتواضع ملك التتار ويعقد حلفا عسكريا مع مملكة أرمينيا الهزيلة؟
أولا: ملك التتار سيستفيد من خبرة ملك أرمينيا في حرب المسلمين؛ وقد فهم الأرمن بلاد المسلمين وطبائعهم.
ثانيا: سيحتاج ملك التتار إلى أعوان لإدارة هذه الأملاك الواسعة فإذا كان المدير من أهل البلد، وله ولاء ووفاء له فهو أفضل من الإدارة الخارجية.
ثالثا: بهذه الخطوة يفتح ملك التتار «منكوخان» باب المعاملات مع النصارى من جديد بعد توتر العلاقات معهم؛ بسبب غزو روسيا وشرق أوربا والذين قد يحتاجهم بعد ذلك في اجتياح الشام ومصر، وقد يحتاج إلى ملك أرمينيا في استئناف المفاوضات مع ملوك أوربا.
رابعا: الاتحاد مع أرمينيا سيكون له عامل نفسي عند المسلمين؛ فالحرب مع التتار شيء، والحرب مع قوَّات «التحالف» شيء آخر!
خامسا: قد يطلب من القوات الأرمينية المتحالفة مع التتار بعض المهامِّ الخطِرة، التي قد يرغب ملك التتار في تجنُّبها؛ وبذلك تكون الخسائر في جانب الأرمن بدلاً من التتار.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
- مسجد ومدرسة السلطان الأشرف برسباي في القاهرة
- موقف من حياة الحجاج بن يوسف الثقفي
التعليقات
إرسال تعليقك