ملخص المقال
كان كمال ريس قائدا بحريا في أسطول الدولة العثمانية وسيد البحر المتوسط طيلة قيادته للبحرية العثمانية فاستحق لقب أسطورة البحار..
ولد كمال ريس في شبه جزيرة جاليبولي التركية عام 1451م/ 855هــ تقريبا، أي قبل فتح القسطنطينية بسنتين، أحب مجال الملاحة والإبحار فأقبل عليه منذ الصغر.
أصبح كمال ريس قائدا بحريا في الأسطول العثماني نظرًا إلى جدارته في صدِّ التقدُّم الإسباني عن إمارات الدولة العثمانية، وقد كلفه السلطان بايزيد الثاني بمهمة الدفاع عن أراضي الأمير أبو عبد الله محمد الثاني عشر حاكم غرناطة آخر معاقل المسلمين في الأندلس.
وقد أدرك كمال ريس صعوبة المهمة، ولقد حاول الحد من تقدم الإسبان ولكن لم تنجح تلك المحاولات مع وجود خور داخلي هناك في غرناطة، فاقتنع كمال ريس بأن مهمته هي إنقاذ المسلمين الأندلسيين؛ حيث كان يقوم بنقل المسلمين من إسبانيا إلى الولايات العثمانية، وكان -كذلك- ينقل الحجيج عبر البحر ويحميهم من القراصنة الإيطاليين والإسبان.
كما أمر السلطان بايزيد الثاني قائد أساطيله كمال ريس بتطوير سلاح البحرية نظرًا إلى قوَّة هجمات الأوربيين من جانب البحر؛ لذلك قام كمال ريس بالإشراف على بناء بواخر كبيرة يُمكنها حمل قرابة 700 جندي، ويمكن تجهيزها بمعدَّات إضافيَّة للحروب، وقد تسيَّد كمال ريس بأسطوله هذا البحرَ الأبيض المتوسِّط والمحيط الأطلسي في الفترة من 1495م حتى 1510م، وجعله بحرًا إسلاميًّا لا مكان فيه لأيِّ بحَّارٍ صليبيٍّ.
وقد سجّل التاريخ أن كمال ريس هو أول بحار استعمل المدافع على متن السفن عام 1499م/ 904هــ؛ وذلك عندما التقى كمال ريس بأسطول جمهوريَّة البندقية بقيادة أنطونيو جريماني قرب مدينة زونكيو، وهناك فاجَأ كمال ريس أسطولَ البندقيَّة بسلاحه الأخطر على الإطلاق، الذي عمل على إعداده طِيلة حروبه السابقة، وجرَّبه أول مرَّةٍ في هذه المعركة المهمة؛ حيث جهَّز سفنَه البحريَّة بسلاح مدفعيَّةٍ حارقة، واستطاع أن يسحق به الأسطول البندقي.
كانت هذه المعركة بداية سيطرة واضحَة لأسطول كمال ريس على ساحل البحر المتوسط؛ حيث استولى على أغلب إمارات البندقيِّين، وأضاف كثيرًا من الموانئ البحريَّة من أملاك الإيطاليِّين إلى حَوزة العثمانيِّين؛ حيث ظلَّ كمال ريس سيد البحر الأيوني طِيلة قيادته الأسطول العثماني دون منازع.
وقد قام السلطان العُثماني "بايزيد الثاني" بإهداء 10 مِن سفنِ البندقية المـَأْسُورَة إلى كمال ريس اعترافًا بفضلِه في هزيمة جمهورية البندقية.
وظلَّ "كمال ريس" يجوب البحارَ فارضًا سلطَته على الأوربيِّين، وفرسان القديس يوحنا، وقراصنة البحر الذين كانوا يهاجمون السفنَ العثمانيَّة وقوافل الحُجَّاج حتى أوائل عام 917هـ=1511م.
ثم في رحلة من رحلاته في البحر المتوسط هبَّت عاصفة شديدة تحطمت فيها 27 سفينة من الأسطولِ البحري العُثماني، وكان من ضمنها سفينة القائد كمال ريس الذي مات مَع رجالِه، والذي لطالما بث الرعب في قلوب الأوربيِّين وأَثَار فزعهم على مدى خمسة عشر عامًا كاملة.
للمزيد ..
قصة الإسلام .. معركة زونكيو واكتشاف المسلمين المدفعية البحرية
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- قصة وضع الحجر الأسود
- ذو السويقتين هادم الكعبة
- العاقب .. سلسلة أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم
- قصة الصحابي الذي قتل سبعة ثم قتلوه وقال عنه رسول الله «هذا مني وأنا منه»
التعليقات
إرسال تعليقك