ملخص المقال
تعرف على قصة أقوى عبارة قالها الإمام مسلم لأستاذه «دعني أقبل رجليك يا أستاذ الأستاذين»؟
ألقى رجلٌ على الإمام البخاري رحمه الله حديثًا وسأله عن صحته، فقال له الرجل: "ما تقول في حديث رواه الحجاج بن محمد عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة… وساق الحديث: «مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ، فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، كَانَ كَفَّارَةٌ لَمَّا كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ»" [1]، وهو الحديث المشهور بكفَّارة المجلس.
وكان عنده الإمام مسلم رحمه الله، فدار بينهما حوارٌ على صحة هذا الحديث؛ فقال الإمام مسلم لأستاذه البخاري رحمهما الله -وهما من أعلم أهل الأرض بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
- «تَعْلَمُ حديثًا في الدنيا بهذا الإسناد كهذا الحديث؟!»؛ كأنه يقول: ألديك أجمل من هذا الإسناد في الدنيا بأسرها؟!
- فقال البخاري: هذا حديثٌ مليحٌ ولا أعلم بهذا الإسناد في الدنيا حديثًا غير هذا، إِلَّا أنَّه معلول..
- فارتعد مسلمٌ وقال: لا إله إلا الله ما هي (يقصد سبب ضعف الحديث)؟
- فقال البخاري: استر ما ستر الله. فألحَّ مسلمٌ على البخاري.
- فقال له البخاري: "رواه موسى بن إسماعيل عن وهيب بن خالد عن سهيل عن عون بن عبد الله قوله".
والمقصود بكلمة "قوله": أي أنَّ الكلام كلام عون بن عبد الله، وليس كلام أبي هريرة ولا النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
- فقبَّل الإمام مسلم ما بين عيني الإمام البخاري -وفي بعض الروايات- وقبَّل رأسه، وكاد يبكي،
وقال له:
«دَعْنِي حَتَّى أُقَبِّلَ رِجْلَيْكَ يَا أُسْتَاذَ الْأُسْتَاذِينَ، وَسَيِّدَ الْمُحَدِّثِينَ، وَطَبِيبَ الْحَدِيثِ فِي عِلَلِهِ».
- وقال له أيضًا:
«لَا يُبْغِضُكَ إِلَّا حَاسِدٌ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مِثْلُكَ».
الهوامش
[1] الطبراني: المعجم الأوسط 6/346، (6584)، والطحاوي: شرح معاني الآثار 4/289، (6956)، وابن الأثير: جامع الأصول 4/277، (2270).
المصادر
* ابن كثير: البداية والنهاية، 14/531.
* الذهبي: تاريخ الإسلام، 6/146.
* ابن عساكر: تاريخ دمشق، 52/68.
* الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد، 13/103.
* النووي: تهذيب الأسماء واللغات، 1/70.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
- مسجد ومدرسة السلطان الأشرف برسباي في القاهرة
- موقف من حياة الحجاج بن يوسف الثقفي
- السماء التي رأى فيها الرسول اثنين من الأنبياء
التعليقات
إرسال تعليقك