ملخص المقال
الأسطول المصري هو أحد أقوى عشرة أساطيل العالم .. فما قصة نشأته؟ وما أهم المراحل التي مر بها حتى وصل إلى تلك المكانة المرموقة؟
تأسيس الأسطول المصري
تأسس الأسطول المصري في العصر الحديث عندما طلب السلطان العثماني محمود الثاني من محمد علي باشا قمع الحركة الوهابية في الحجاز، فأخذ الباشا يبني السفن في ترسانة بولاق مستخدمًا أشجار التوت والنبق وأخشابٍ جلبها من آسيا الصغرى، واستخدم الضباط الأتراك لقيادة هذه السفن، وكان البحَّارة من الفرنسيِّين والإنجليز واليونانيِّين والأتراك والعبيد، وقد اقتصر دور هذا الأسطول في البداية على نقل الإمدادات والتموين طوال فترة الحملة على الحجاز (١٨١١ – ١٨١٨م= 1226 – 1233هـ).
البداية الحقيقية
أمَّا البداية الحقيقيَّة لنشأة الأسطول المصري فكانت في البحر المتوسط؛ عندما تدخَّل محمد علي في حملة المورة (بلاد اليونان) مع مطلع العقد الثالث من القرن التاسع عشر.
وفي تلك المرحلة اعتمد محمد علي على شراء السفن من الدول الأجنبيَّة، وخلال حرب المورة واجه الأسطول المصري إلى جانب الأسطول العثماني في معركة نافارين أساطيل إنجلترا وفرنسا وروسيا، وعلى الرغم من عدم التكافؤ في القوَّة والمستوى الفني، وعلى الرغم من ترك الضبَّاط الفرنسيين مراكزهم في السفن المصرية؛ فإنَّ رجال البحريَّة المصرية قاموا بواجبهم في الدفاع عن شرفهم العسكري على أكمل وجه.
وعلى الرغم من هزيمة نافارين ظلَّ محمد علي مهتمًّا بتقوية البحريَّة عن طريق إنشاء ترسانة الإسكندرية، وعندما بدأت الأعمال العدائيَّة بينه وبين العثمانيين في الشام قام الأسطول بواجباته من حمل الرجال ومعاونة القوَّات البرِّيَّة الزاحفة على طول الساحل نحو الشمال.
عهد إسماعيل .. نهضة بين ضعفين
مع صدور فرمان عام ١٨٤١م لم يُصبح لمحمد علي حق بناء السفن الحربيَّة إلَّا بإذنٍ من الباب العالي، ومن ذلك الوقت بدأ اضمحلال البحريَّة المصريَّة فلم تعد الترسانة تعمل بكامل طاقتها.
وفي عهد عباس حلمي الأوَّل صُفِّيت البحريَّة؛ فاستغنى عن الخبراء الأجانب، وسُرِّح المصريُّون للعمل في سكة حديد القاهرة - الإسكندرية.
وقد حاول سعيد باشا إحياء البحريَّة عندما تولَّى حكم مصر وبنى بعض السفن ولكن الدول الأوروبِّيَّة تمسَّكت بشروط فرمان ١٨٤١م فعادت البحريَّة للاضمحلال من جديد.
وقد حاول الخديوي إسماعيل إعادة بناء البحرية المصرية، حتى اعتبر عهده عصر النهضة للبحرية المصرية في البحرين الأبيض والأحمر؛ فقد دعَّم الخديوي إسماعيل الأسطول المصري ببناء سفن جديدة مدرعة في ترسانات فرنسا والنمسا وإنجلترا، كما أعاد فتح المدرسة البحريَّة تحت إشراف ضابط إنجليزي (ميكلوب بك)، وكذلك شهد عصر إسماعيل البدء في استخدام وسائل الحرب الحديثة تحت سطح الماء باستعمال الطوربيدات والألغام البحريَّة في أبي قير ورشيد تحت إشراف خبراء أميركيُّون.
ولكن وللأسف مع تعرُّض مصر للاحتلال البريطاني أُلْغِيَت البحريَّة، وبيعت سفنها مفكَّكة، وعهدت بالحراسة الساحليَّة ومنع التهريب إلى مصلحة خفر السواحل.
ميلاد جديد ودور عظيم
عاد الاهتمام بالبحرية التجارية في الفترة ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية، وأُنشئت شركات ملاحيَّة مصرية، وخلال الحرب العالمية الثانية شاركت مؤسَّسات مصر البحرية عسكرية ومدنية في المجهود الحربي، وتحمَّلت نصيبها من التضحية في الرجال والعتاد.
ومع قيام ثورة ١٩٥٢م شمل التطوُّر السلاح البحري مثله في ذلك مثل القوَّات المسلَّحة، كما كان العدوان الثلاثي ١٩٥٦م له أثر كبير في زيادة الاهتمام بالأسطول البحري الحربي والتجاري، وقد تحمَّلت البحرية المصريَّة دورها في الدفاع عن مصر خلال حرب ١٩٦٧ و١٩٧٣، وقامت في النصر العظيم 6 أكتوبر عام 1973 بدور عظيم شهد به العدو قبل الصديق.
من أقوى أساطيل العالم
وبناء على تقرير موقع «جلوبال فاير باور» [1] الأميركي فإنَّ الأسطول المصري الآن في المركز السادس في قائمة أقوى أساطيل العالم متضمنًا 319 قطعة بحرية..
[1] https://www.globalfirepower.com/navy-ships.asp
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- كيف نعيد أمجاد الأمة من جديد؟!
- أول مستشفى في العالم
التعليقات
إرسال تعليقك