ملخص المقال
تعرف على قصة أول من ترجم القرآن للغة الإنجليزية البريطانية
قصة أول مترجم للقرآن
هو السير «عبد الله يوسف علي»، بريطاني مسلم من أصول باكستانية، وُلِد عليٌّ في 14 أبريل 1872م في مدينة بومباي في الهند في ظلِّ الاستعمار البريطاني للهند لعائلة ثريَّة مسلمة، وقد حصل في طفولته على نشأة وتربية إسلامية سليمة، وهو ما قاده في النهاية إلى حفظ القرآن الكريم كاملًا عن ظهر قلب، وكان يتحدَّث اللغة العربيَّة والإنجليزيَّة بطلاقة.
وقد درس الأدب الإنجليزي في عدَّة جامعات أوروبِّيَّة منها جامعة ليدز البريطانية، وقد ركَّز السير عبد الله يوسف علي جهوده في دراسة القرآن الكريم ودراسة تفسيرات الصحابة الكرام للمصحف الشريف.
وقد ساعد عبد الله يوسف في إفتتاح ثالث مسجد في أميركا الشمالية (مسجد الراشد) في مدينة إدمنتون - ألبيرتا في كندا في ديسمبر عام 1938م.
وقد اختاره السيد محمد إقبال لشغل منصب مدير الكلية الإسلامية في لاهور – الهند، وقد رجع عبد الله يوسف لإنجلترا وتُوفِّي في لندن، تم دفنه في إنجلترا في مقبرة مخصَّصة للمسلمين في (بروكوارد – سوري) التي تقع بالقرب من "وركنق".
قصة أول ترجمة للقرآن كاملًا للإنجليزية البريطانية:
ويُعدُّ كتاب «The Holy Qur'an: Text, Translation and Commentary» هو أشهر وأهم أعمال عبد الله يوسف علي، وقد صدر في عام 1934م، وأعيد نشره مرات عديدة، وتُعدُّ ترجمته للقرآن الكريم الأكثر شهرةً واستخدامًا في الدول الناطقة بالإنجليزية.
من الناحية التاريخيَّة لا يُعد صاحب أول ترجمة للقرآن للغة الإنجليزية، بل سبقه في ذلك «جورج سيل» المستشرق الإنجليزي [1697- 1736م]، وكذلك «محمد مارمادوك» بكتال [19 مايو 1875- 1936م]، وهو بريطاني مسلم مختص في الدين الإسلامي، وقد اشتهر بترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية.
ومع ذلك يُعتبر السير عبد الله يوسف علي هو صاحب أول بل وأشهر ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية؛ حيث إنه لم يكتفِ كما فعل "سيل" و"مارمادوك" بمجرد ترجمة معاني ألفاظ القرآن مفردة -مع أهميتها- ولكنَّه ترجم القرآن في شكل متكامل متناسق وفسر معانيه تفسيرًا سهلًا يسيرًا، فرحمهما الله وجزاهما كل الخير على ما قدماه لخدمة القرآن ونشر هذا الدين الحنيف.
وقد أشار عبد الله يوسف علي هو بنفسه إلى هذا الفرق في مقدمة الطبعة الأولى، فيقول:
«عزيزي القارئ اللطيف والمميَّز! ما أودُّ أن أعرضه عليك هو تفسيرٌ باللغة الإنجليزية للقرآن الكريم، جنبًا إلى جنب مع النصِّ العربي، هذا الكتاب لن يكون مجرَّد ترجمة واستبدال لكلمةٍ بكلمةٍ أخرى فقط؛ بل سيكون أفضل تعبيرٍ كاملٍ قد أستطيع إعطاءك إيَّاه ممَّا أستطعت فهمه من النصِّ العربي، وينبغي لهذا الكتاب أن يعكس الإيقاع الموسيقي ونبرته تعالى من النسخة الأصليَّة العربيَّة إلى النسخة الإنجليزية، وقد يكون الانعكاس خافتًا، لكنه سيكون أقصى ما استطاع قلمي تقديمه من جمالٍ وقوَّة، وأريد أن تكون الإنجليزية نفسها لغةً إسلاميَّة، قد يستحيل عليَّ فعل هذا، ولكن ما أستطيع تقديمه لك الآن هو كافَّة ما قد يُساعدك على استيعاب القرآن الكريم».
وقد استغرق 40 عامًا من حياته في إتمام تلك المهمَّة ليحفر اسمه بحروفٍ من نور في التاريخ الإسلامي، ولا تكاد تمرُّ محاضرةٌ للشيخ أحمد ديدات رحمه الله إلا ويذكر فيها اسم ذاك الرجل وترجمته للقرآن الكريم، بل وينصح الجميع باستخدامها.
وقال عنها علماء اللغة الإنجليزية أنَّ مفرداتها وأساليبها اللغوية تكاد تتجاوز عظمة كتابات شكسبير الإنجليزيَّة، وإنَّها وحدها صالحةٌ كمرجعٍ لغويٍّ لمن يُريد تعلُّم اللغة الإنجليزية بمفرداتها وقواعدها الصحيحة.
ويكفي أنَّ ترجماته حفَّزت العديد من المستشرقين الغربيِّين لتعلُّم اللغة العربيَّة للتعرُّف على الإسلام، فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عنَّا وعن الإسلام خير الجزاء، وكلَّ من أسهم في خدمة الدين وكتابه العظيم.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- قصة ميلاد عيسى ابن مريم عليه السلام
التعليقات
إرسال تعليقك