ملخص المقال
من هو «جراح باشا» الذي تحمل اسمه كبرى جامعات تركيا؟
في عهد الدولة العثمانية كان الأطباء يتفرَّعون إلى ثلاثة أقسام؛ حكيم، وجراح، وطبيب عيون.
فكان الحكيم يُعطي دروسًا في الطبِّ لطلبة المدارس، أمَّا الجراح فكانت مرتبته الأعلى في المشفى ويأتي بعده طبيب العيون.
تمكَّن الجرَّاحان (جراح باشا وكجيجي زاده فؤاد باشا) في ذلك العهد من أن يعلوا من شأنهم لدى الدولة وأن ترتقي مكانتهم لمرتبةٍ عليا في مؤسَّسات الدولة، فيتولَّى كلٌّ منهما منصب الصدر الأعظم.
لا يُعرَف الكثير عن نشأة الجرَّاح الكبير محمد باشا (جرَّاح باشا)، إلَّا أنَّه ترعرع وتعلَّم الجراحة الطبية في «الأندرون».
شَغَلَ مناصب عديدة في عهد السلطان العثماني مراد الثالث، وقد عاش جراح باشا في محافظة مانيسا 14 عامًا، وبعد ذلك ذهب مع السلطان سليم الثاني إلى إسطنبول، كانت علاقته مع السلطان جيِّدة منذ أن كان سليم الثاني أميرًا للدولة العثمانية.
تزوَّج من "حاجه جيفهر مملوك"، أرملة "كابتان دريا بياله باشا" (قائد في الدولة العثمانية، من أصول مجرية) عام 1578م.
عَمِلَ في وظائف مختلفة؛ ففي عام 1851م عُيِّن رئيسًا لجماعة (بيلار بيي)، وبعد مرور عامٍ تولَّى منصب الوزير الرابع بدلًا من (بويالي محمد باشا)، أمَّا في عام 1584م أصبح الوزير الثالث، ولكن رجع إلى منصبه السابق عام 1587م.
وعلى الرغم من تولِّيه وظائف عديدة لدى الدولة فإنَّه لم يتوقَّف عن عمله في الطبِّ كجرَّاح.
وقد أُبْعِد "جراح باشا" ومعه الكثير من الوزراء (شيخ الإسلام، سيافوش باشا، إبراهيم باشا) عن مناصبهم عندما قاموا بمفاوضاتٍ لتغيير العملة العثمانية.
تمكَّن "محمد باشا" من أن يكسب رضى السلطان مراد الثالث، فأعفى عنه وأعاده لمنصب الوزير الرابع في 29 يناير من عام 1595م، نتيجة مشاركته في معارك عديدة مثل حصار قلعة "أغري" عام 1596م، بالإضافة إلى إنجازاته العظيمة تولَّى منصب الوزير الثاني والقائم المقام عندما تولَّى السلطان محمد الثالث الخلافة العثمانية.
أمَّا في عهد خلافة السلطان أحمد الثاني ترقَّى في منصبه ليكون الصدر الأعظم إلى أن يأتي "يافوز علي باشا" من مصر.
وفي نهاية حياته ابتُلِي "جراح باشا" بمرض (النقرس)، وعندما اشتدَّ مرضه لم يتمكَّن من القيام بوظيفته، بالإضافة إلى أنَّه لم يستطع مراقبة التطوُّرات في الديوانين اللذين أنشأهما بنفسه؛ "حمايون" و"مواكي السلطان".
تُوفِّي "محمد جراح باشا" في 10 يناير عام 1604م، ودُفِنَ في الجامع الذي أمر ببنائه، فأصبح هذا الجامع ضريحًا له.
وقد بنى المعماري "داود آغا" مبانٍ مختلفة (جامع، ومدرسة، ونافورة، وحمام، وسبيل) باسم الجراح "محمد باشا".
والجدير بالذكر أنَّ جامعة إسطنبول قامت بتسمية كليَّة الطب بـ «جراح باشا»، والتي تُعَدُّ من أهمِّ وأكبر كليات الطب في تركيا.
المصدر: مرحبا تركيا.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- الصحابي الذي نزلت فيه آية .. وصاحبهما في الدنيا معروفا
- هل تعرف ما هو قرن المنازل ؟
التعليقات
إرسال تعليقك