ملخص المقال
لا يزال الخبز غذاءً يوميًّا لدى المصريين في هذه الأيام، كما كان كذلك غذاء العمال وكبار الموظفين في مصر القديمة، لكنَّ أهميته في مصر القديمة لم تقتصر على
مكانة خاصة عند المصريين
دائمًا ما كان يُخبرنا أجدادنا وآباؤنا أنَّنا إذا وجدنا قطعة خبزٍ ملقاة على الأرض أن نُقَبِّلَها ونضعها جانبًا حتى لا يطأها أحد؛ فهى نعمةٌ لا بد من المحافظة عليها، وللعجب أنَّ هذا التقليد ليس جديدًا؛ وإنما قاله قدماء المصريِّين فنجد أحدهم يقول: «إذا وجدت قطعة خبزٍ في الطريق، ارفعها من على الأرض وقبِّلها وضعها جانبًا حتى لا يطأها أحدٌ من المارَّة».
وتحفل الحياة بمظاهر الاحترام والتقديس للخبز، ويتجلَّى ذلك في استخدام كلمة "العَيِشْ" بدلًا من الخبز، فإلى الآن يستخدم بعض العامَّة كلمة العيش للدلالة على العمل فيقول: «ذاهب إلى أكل عيشي».
فقد ذُكر (الخبز/ العيش) في قواميس اللغة العربيَّة مرتبطٌ بمعنى الحياة؛ فالعيش هو الحياة، ويتجلَّى هذا التبجيل في أنَّ بعض العامَّة يستخدم الخبز للقَسَم للدلالة على صدق كلامه، فهكذا أبدى قدماء المصريين احترامًا عظيمًا للخبز باعتباره سند الحياة.
الخبز عند الفراعنة
ولا يزال الخبز غذاءً يوميًّا لدى المصريِّين في هذه الأيام، كما كان بجانب الجعة غذاء العمال وكبار الموظفين في مصر القديمة، لكنَّ أهميَّته في مصر القديمة لم تقتصر على كونه مادَّةً للطعام فقط؛ بل امتدَّت إلى أوجه الحياة الدنيويَّة والعقائد الجنائزيَّة.
يقول "آني" لابنه يُوصيه بأمِّه: «ضَاعِف الخبز لأمِّك واحملها إن استطعت كما حملتك؛ فهي التي كانت تحمل لك الخبز والجعة كلَّ يومٍ حينما كنت في المدرسة».
أمَّا عن دعوة الذين إلى جوارك إلى الطعام حتى لو لم تكن تعرفهم، فهو تقليد مصري قديم، فيقول "آني": «لا تأكل الخبز -أي الطعام- وغيرك واقفٌ دون أن تحُثَّ الخطى إليه وتمدَّ يدك بالخبز إليه، وبهذا تُؤثِرُه إلى الأبد».
ولأنَّ "أوزير" (وهو أحد معبودات المصريين القدماء وهو مختص -في زعمهم- بجلب الخير ومرتبط بالزراعة والخضرة وجريان النيل.. إلخ) عند المصريين القدماء هو الذي أوجد الخبز، فكلُّ الظواهر الطبيعيَّة المتعلِّقة بالنبات والأرض تكون بسببه؛ فجفاف النبات وموته ثم نمو النباتات واخضرارها من جديد يُشيران إلى موت وبعث "أوزير"، لتُصبح المتتالية: (الحياة، الخبز، أوزير، الحياة مرَّة أخرى).
واحتاج المعبودات إلى الطعام فكان يُقدم لهم الخبز المثلَّث الشكل؛ ففي نصوص الأهرام: "لقد أتى أمام تاسوع السماء ليسعد بخبزه".
وكان تقديم الخبز يوميًّا من ضمن طقوس الخدمة اليوميَّة بالمعبد؛ حيث كان يُقدِّمه الكهنة القائمون على الخدمة في المعابد إلى تمثال المعبود الموجود داخل ناووسه في قدس الأقداس، وكان البشر يُشاركون طعام المعبودات؛ حيث كان الكهنة يقومون بدور الوسيط فقد كانوا يُقدِّمون يوميًّا قرابين الطعام والشراب.
ويُعدُّ الخبز من أكثر القرابين التى يُقدِّمها العامَّة للمتوفَّى، وربَّما يكون هذا هو سبب العادة التى ما زالت منتشرةً إلى الآن؛ حيث يذهب الناس إلى المقابر ومعهم أنواعٌ مختلفةٌ من الخبز يُوزِّعونها على الفقراء كصدقات -قربان- عن روح الميِّت.
المصدر: موقع الهيئة العامة لقصور الثقافة.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- حذار من الفيلة في رمضان!
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- وفاة الإمام البخاري
- حدث في 21 رمضان .. استشهاد الشيخ فرحان السعدي
- كنوز الحضارة الإسلامية في مكتبة الكونغرس الأمريكية
مقالات ذات صلة
- اكتشاف أثري يشرح تفاصيل الحياة اليومية في مصر الفرعونية
- متحف التراث جولة ترصد المهن والحرف في مصر القديمة
- بالصورة| مقر الجيش المصري الفرعوني
- اكتشاف فضيحة في صناعة مومياوات الحيوانات في مصر القديمة
- أول إضراب في التاريخ قام به الفراعنة!
- اكتشاف مدينة فرعونية في السودان
- باحث أثري: الفراعنة أول من بنوا السفن في العالم
- اكتشاف 3 لوحات فرعونية منذ نحو 4000 عام
- اكتشف 10 معلومات غريبة عن الفراعنة
- صور تروي تاريخ حلوان منذ عهد الفراعنة
- خبير أثري يكشف حقيقة ديانة فرعون موسى
- الفراعنة أول من أبتكر البوفيه المفتوح !
التعليقات
إرسال تعليقك