المقال السابق:
ملخص المقال
قال خليفة بن خياط: في سنة 50 هــ اختطَّ عقبة بن نافع القيروان، وأقام بها ثلاث سنين وعندما عزم عقبة بن نافع ومن معه على وضع محراب المسجد الجامع فكروا كثيرا في اتجاه القبلة، وراقبوا طلوع الشمس وغروبها عدة أيام، وقال له أصحابه: إن أهل المغرب يضعون قبلتهم على قبلة هذا المسجد فأجهد نفسك في تقويمه، واجتهد عقبة بن نافع، وكان موفقا في اجتهاده، وأصبح محراب القيروان أسوة وقدوة لبقية مساجد المغرب الإسلامي.
اضغط على الصورة لتظهر بجودة أعلى
بدأ بناء المسجد بسيطا صغير المساحة، تستند أسقفه على الأعمدة مباشرة، دون عقود تصل بين الأعمدة والسقف، وشكله الخارجي يوحي أنه حصن ضخم إذ إن جدران المسجد سميكة ومرتفعة، وشُدت بدعامات واضحة وحافظ الذين جددوا بناءه فيما بعد على هيئته العامة، وقبلته ومحرابه.. تجديد جامع عقبة بن نافع بعد مضي أكثر من عشرين عاما على بناء الجامع علي يد القائد عقبة بن نافع، قام حسان بن النعمان الغساني بهدمه كله ما عدا محرابه، وأعاد بناءه وقواه بعد أن زاد فيه ووسعه. ثم قام الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك بتجديد الجامع عن طريق واليه على القيروان بشر بن صفوان عام (105هـ)، فزاد في بنائه ووسعه، وأمر بشراء الأرض المحاذية للمسجد من جهته الشمالية وضمها إليه، وأضاف لصحن المسجد مكانا للوضوء، وبنى مئذنة للمسجد في منتصف جداره الشمالي عند بئر تسمى بئر الجنان. وبعدها بخمسين عاما قام يزيد بن حاتم والي أبي جعفر المنصور على إفريقيا بإصلاح وترميم وزخرفة المسجد. وفي عام (221هـ) قام الأمير زيادة الله بن الأغلب بهدم أجزاء من الجامع لتوسيعه، ورفع سقفه، وبني قبة مزخرفة بلوحات رخامية علي اسطوانة المحراب. ثم في عام (248هـ) قام أحمد بن محمد الأغلبي بتزيين المنبر وجدار المحراب بلوحات رخامية وقرميد خزفي، ثم قام فيما بعد بتوسعة الجامع، وبني قبة باب البهو، وأقام مجنبات تدور حول الصحن. أما المقصورة الخشبية الموجودة بجانب المحراب إلى يومنا هذا، فهي من حسنات المعز بن باديس، حيث قام بتجديد المسجد في عام (441هـ). كما قام الحفصيون بتجديد الجامع وخدموه، مع محافظتهم على مقاييسه الأولى التي كان عليها أيام إبراهيم بن أحمد الأغلبى. تبلغ مساحة الجامع الإجمالية (9700) متر، بطول بلغ (126) مترا، وعرض (38) مترا، ولهذا الصحن مجنبات، عرض كل منها نحو ستة أمتار وربع المتر، ويغطي بيت الصلاة نصف مساحة المسجد تقريبًا. أما مئذنة الجامع التي تقع في الجدار المواجه للقبلة فهي من أجمل المأذن التي بناها المسلمون في العالم، فهي تتكون من ثلاث طبقات مربعة الشكل، تتدرج بحجمها، وفوق الطبقات الثلاث قبة مفصصة.يصل ارتفاع المئذنة إلى (31.5) مترا، يصعد إليها بدرج ضيق بداخلها. كما يتميز المسجد بأبوابه التسعة الضخمة، وقبابه الست: (قبة المحراب، وقبة باب البهو، وقبتان في الشرق والغرب، وقبة تعلو المجنبة الغربية للمسجد وقبة في أعلي المئذنة). أما زخارف المحراب والمنبر فهي من أروع زخارف الجامع حيث تعد من تحف الفن الإسلامي النادرة، وآية في الإبداع والجمال.
تقييم المقال
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- أعظم الفتوحات التي حدثت زمن الحجاج بن يوسف
- هل كان نجاشي الحبشة يتكلم العربية؟
التعليقات
إرسال تعليقك