ملخص المقال
أواخر القرن الرابع الميلادي استطاع القوط الغربيون بقيادة ألاريك أن يُسيطروا على مصائر القسم الغربي من الإمبراطورية الرومانية؛ بما قدّموه من خدمات أوصلت الإمبراطور الروماني تيودوسيوس إلى العرش، فلما مات الإمبراطور عام (395م) أصبح ألاريك -زعيم القوط الغربيين- أقوى قائد في غرب أوربا ووسطها، وما لبث أن حاول السيطرة على روما نفسها (عاصمة الإمبراطورية الرومانية) ونجح في هذا فعلاً عام (410م) في مأساة لا يزال يتذكرها التاريخ الأوربي. في هذه الفترة كانت الدولة الرومانية قد سمحت لقبائل الوندال الهمجية -التي تستوطن شبه الجزيرة الأيبيرية- بالاستقرار في منطقة الشمال الغربي من الجزيرة؛ بشرط ألا تُهدد استقرار المناطق الأخرى، غير أن كثرة القبائل وهمجيتها وضعف الدولة الرومانية، جعل هذه القبائل تُسيطر على كل الجزيرة –تقريبا- وتهدد بلاد الغال (فرنسا الآن) -أيضًا- وتمارس تخريبا همجيا كبيرا. ثم انتهى غبار الصراع في روما بموت ألاريك فخلفه أطاووف في زعامة القوط الغربيين، وتطورت الأحوال إلى أن أقرت الإمبراطورية الرومانية أطاووف في جنوب بلاد الغال، ثم سلّطته على قبائل الوندال.. استمر زحف القوط الغربيين الأقوياء يُنهي ويضغط ويطرد قبائل الوندال إلى الجنوب، وفي أثناء تراجع الوندال كانوا يخرّبون ما بقي من حضارة الرومان في شبه الجزيرة، إلى أن انتصر القوط الغربيون وأحكموا سلطانهم على الجزيرة؛ خاصة في عهد الزعيم القوي (واليا Valia). لم يلبث الأمر كثيرا حتى ضعفت الإمبراطورية الرومانية؛ مما جعل القوط الغربيين يستقلّون عن الإمبراطورية بحكم شبه الجزيرة.. اتخذ (يوريك Euric) لقب الملك في عام (467م)، وهو يعد المؤسس الحقيقي لدولة القوط الغربيين، الذين سيُعرفون باسم (القوط) في كل مراحل تاريخ الأندلس اللاحقة(1). وقبل الفتح الإسلامي لإسبانيا بسنة أو تزيد قام أحد رجال الجيش واسمه لُذريق بالاستيلاء على السلطة وعزل الملك غِيطشَة، وغداةَ فتح الأندلس كان لُذريق هو حاكم البلاد الفعلي. [divider] (1) حسين مؤنس: فجر الأندلس - دراسة في تاريخ الأندلس من الفتح الإسلامي إلى قيام الدولة الأموية.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة عزل خالد عن قيادة الجيش
- منازل يهود خيبر
- قصة الإمام مالك مع أبي جعفر المنصور
- هل لك خبيئة صالحة؟!
- حج إبراهيم عليه السلام
التعليقات
إرسال تعليقك