ملخص المقال
الدولة الأموية (40-132هـ / 660-750م) كغيرها من الدول الإسلامية لها من الأيادي البيضاء والفضل الكبير على المسلمين في شتى بقاع الأرض، ونظرة واحدة على عدد المسلمين الذين دخلوا الإسلام في زمن حكمها تكفي للرد على الافتراءات والمزاعم التي حِيكت في حقها.. فهذا إقليم شمال إفريقيا بكامله دخل الإسلام في عهد بني أمية؛ ابتداء من ليبيا وحتى المغرب، وإذا كانت الفتوح الإسلامية لهذه البلاد قد بدأت في عهد عثمان بن عفان؛ فإن هذه البلاد قد ارتدّت على عقبها ثم فُتحت من جديد في عهد بني أمية. كانت الدولة الأموية تفتح البلاد بالإسلام في أربع جبهات في وقت واحد جبهة الأندلس على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد جبهة بلاد السند على يد محمد بن القاسم الثقفي بلاد ما وراء النهر حتى الصين على يد قتيبة بن مسلم الباهلي بلاد القوقاز في الشمال على يد مسلمة بن عبد الملك المرواني فدخل الناس في دين الله أفواجا، وأشرقت شمس الإسلام على بلاد كانت تعبد الأصنام والأوثان والنار والملوك، وانزاحت من وجه العالم خرافات وأباطيل وأبصر الناس نور الله المبين، فأقبلوا على الإسلام. وقطفت الأمة الإسلامية عبر كل تاريخها ثمار الزرع الذي غرسته الدولة الأموية ، فكم من رءوس وقادة للأمة في العلم والفقه والتفسير والأدب والطب والجغرافيا والهندسة والكيمياء والفلسفة كانوا من هذه البلاد التي فتحت في عهد الدولة الأموية مثل: البخاري ومسلم والترمذي والنسائي، والطبري وابن خلدون والذهبي، وابن سينا والفارابي والكندي والبيروني، وسلسلة طويلة تستعصي على الحصر، فتح الإسلام بلادهم ثم قلوبهم، ثم فتح بهم بلادا وقلوبا أخرى كثيرة. كان الجهاد في أيام الأمويين أمرا طبيعيا؛ يخرج إليه الناس ابتغاء مرضاة ربهم، وتبليغا لدعوة رب العالمين، وإضافة إلى ذلك فقد دُوّنت السّنة النبوية في خلافتهم، وحكِّم شرع الله وطُبق في دولتهم. ومع كل هذا فإنّا لا نقول بتبرئتهم من كل خطأ أو عيب؛ فالنقص والخطأ شيمة البشر، ومن المؤكد أن هناك أخطاء كثيرة في تاريخ بني أمية، لكن كل هذه الأخطاء تذوب في بحر حسناتهم وبحر أفضالهم على المسلمين.. روابط ذات صلة: قصة الخلافة الأموية
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- قصة هبل أول صنم قدّسه العرب قبل الإسلام
- شجرة الدر التترية
- قصة وضع الحجر الأسود
التعليقات
إرسال تعليقك