ملخص المقال
الخلافات التي شجرت بين ملوك الطوائف في الأندلس، وما تلاها من مواقف متخاذلة، كان لها وقع سيِّء في نفسية بعض العلماء الذين بادروا إلى الدعوة إلى نبذ الخلافات والأخذ على يد هؤلاء الملوك لصد الصليبيين.
وهذه المواقف الحاسمة التي اتخذها العلماء قد تسببت في إلحاق ضرر بهم بل إن مجرد رسالة كتبها عالم لحاكم من ملوك الطوائف كانت سببا في قتله.
وهذا العالم الذي قتل من أجل رسالة هو العلامة المحدِّث أبي حفص عمر بن الحسن الهوزني، الذي جسَّد بحق نموذج الشجاعة والجرأة والروح النقدية الحرة المستقلة،حتى إن موقفه الصلب هذا كان وراء اغتياله.
ولا شك في أن رحلته من الأندلس إلى المشرق العربي جعلته يقف على نقاط الضعف والقصور في المجتمع، وعلى أسباب أزماته، والتمزق الذي صار ينخر في جسده، فعاد يحمل في نفسه همَّ الدعوة إلى الوحدة ورصَّ صفوف الأمة الإسلامية.
وبمجرد عودته إلى الأندلس التقى بالفقيه أبي الوليد الباجي وهو لقاءٌ لم تكشف المصادر عمَّا دار فيه من حوار بين الفقيهين. ولكن تأزم الأوضاع في الأندلس واشتداد شوكة المسيحيين يجعلنا نفترض أن بعض مواضيع الحوار دارت حول مسؤوليتيهما في القيام بدور الوعظ ونصح أمراء الطوائف بتوحيد شبه الجزيرة الأندلسية.
خاصة بعد سقوط مدينة بَرْبُشْتَرُ وما جرى فيها من مذابح للمسلمين فبعث العلامة أبو حفص إلى المعتضد رسالة تفيض بالغيرة والحماس يحضُّه فيها على جهاد الكفرة وتحرير المدينة المحتلة. والملاحظ أنه دعَّم رسالته باستشهادات قرآنية لإضفاء المشروعية الدينية على جرأته وصراحته. لكن ذلك لم يرق للمعتضد الذي غضب غضبا شديدا دفعه إلى قتل العالم الجليل.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة آل عمران .. العائلة التي كرَّمها الله في القرآن الكريم
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- أبشع قوانين عنصرية في تاريخ أميركا
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- متى بني المسجد الأقصى ومن الذي بناه؟
التعليقات
إرسال تعليقك