ملخص المقال
إنها معركة وادي برباط الكبرى والتي بها قطع المسلمون أشواطا في فتحهم لبلاد الأندلس.
فبعد أن عبر طارق بن زياد إلى الأندلس اصطدم وقتها بحاميتين عسكريتين بالقرب من منطقة الجزيرة الخضراء، واستطاع أن يهزمهم وقتل فيها ابن أخت لذريق -ملك إسبانيا- ويدعى بنشيو -وكان أكبر رجاله- وفرَّ مَنْ نَجَا من جنوده في اتجاه الشمال؛ ليُخبروا لُذريق بما جرى.
وبمجرد أن علم لذريق بذلك جمع جيشًا قِوَامه مائةُ ألف من الفرسان، وجاء بهم من الشمال إلى الجنوب يقصد جيشَ المسلمين، وكان طارق بن زياد في سبعة آلاف فقط من المسلمين؛ فأرسل إلى موسى بن نصير يطلب منه المدد، فبعث إليه طريف بن مالك على رأس خمسة آلاف آخرين.
وأصبح عدد الجيش اثني عشر ألف مقاتل، وبدأ طارق بن زياد يستعدُّ للمعركة؛ فكان أول ما صنع أن بحث عن أرض تصلح للقتال، حتى وجد منطقة تُسمَّى وادي بَرْبَاط، وتُسَمِّيها بعض المصادر أيضًا وادي لُكَّة أو معركة شَذُونة.
وقد اختار هذا المكان لأبعاد استراتيجية؛ فقد كان مِن خلفه وعن يمينه جبل شاهق، وبه حَمَى ظهرَهُ وميمنته، وكان في ميسرته -أيضًا- بحيرة فهي ناحية آمنة تمامًا، ثم وضع على المدخل الجنوبي لهذا الوادي أي في ظهره فرقة قوية بقيادة طريف بن مالك؛ ومن ثَمَّ يستطيع أن يستدرج قوات النصارى من الناحية الأمامية إلى هذه المنطقة، ولا يستطيع أحدٌ أن يلتفَّ من حوله.
ومن بعيد خرج لُذريق في زينته وقد جلس على سرير من الذهب يجرُّه بغلان، وأحضر معه حبالا محمَّلة على بغالٍ، وقد أتى بها ليُقَيِّد بها أيدي المسلمين وأرجلهم بعد هزيمتهم ثم يأخذهم عبيدًا، وهكذا في غرور ظنَّ أنه حسم المعركة لصالحه.
وفي 28 من شهر رمضان سنة 92هـ الموافق 19 من يوليو سنة 711م بوادي بَرْبَاط دارت معركة هي من أشرس المعارك في تاريخ المسلمين، وبدأ القتال الشرس بين المسلمين والنصارى، أمواج من النصارى تنهمر على المسلمين، والمسلمون صابرون صامدون.
وعلى هذه الحال ظلَّ الوضع ثمانية أيَّام متَّصلة انتهت بنصر للمسلمين، وسطر المسلمون بقيادة طارق بن زياد ملحمة لم تشهدها بلاد المغرب والأندلس من قبلُ.
ومن أهم نتاج هذه المعركة؛ أن طوت الأندلس صفحة مظلمة وبدأت صفحة جديدة مشرقة، وغنم المسلمون غنائم عظيمة؛ كان أهمها الخيول.
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- قصة فتح سمرقند العجيبة!
- العصر الذهبي للجامع الأزهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
التعليقات
إرسال تعليقك