ملخص المقال
العربية.نت
اكتشاف أثري يلقي الضوء على رحلة أبي بكر الصديق إلى الحبشة ومسجده هناك
كشف فريق بحثي سعودي – بريطاني، قطعا أثرية نادرة في محافظة البرك، أثناء إجراء عمليات تنقيب أثرية. كما تم العثور على 14 نقشاً مرسوماً على قطع حجرية، بحسب دراسة أستاذ التاريخ والآثار في جامعة الملك سعود الدكتور سعيد السعيد.
وأوضح الدكتور ضيف الله العتيبي رئيس الفريق السعودي البريطاني للتنقيب عن آثار تعود لما قبل التاريخ في سواحل عسير، وأن الفريق أجرى مسحاً لجزيرة فرسان والسواحل الجنوبية الغربية للمملكة، وكان نطاق العمل هذا العام في موقع دبسا في المحافظة في منطقة عسير الذي يعود لفترة ما قبل التاريخ.
وأفاد الدكتور العتيبي لوكالة الأنباء السعودية (واس) بأن فريق التنقيب استكمل عمله في دبسا الأثري بجمع المعثورات الأثرية ميدانياً، ثم فحصها ودرسها وتصنيفها وتدوين الملاحظات حولها في متحف عسير.
وتبرز في البِرك معالم عدة ونقوش تاريخية تؤكد عراقة المكان وأهميته التاريخية والاقتصادية لوسط شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين، ومن أهمها جبل العش الذي يطلق عليه باللهجة المحلية جبل أم عش، الذي يحوي نقوشاً تاريخية مكتوبة بخط المسند القديم.
وأشار السعيد في دراسته المنشورة بعنوان (نقوش عربية جنوبية قديمة من البرك)، إلى اكتشاف 14 نقشاً على قطع حجرية في سفح وقمة الجبل الجنوبية، إضافة إلى نقوش في الجهة الشمالية من الجبل.
وتحتفظ البِرك بإرث حضاري يعود إلى القرنين الثالث والرابع الميلاديين، إضافة إلى معالم تاريخية رسمها سورها الشهير الذي يعود تاريخ إنشائه إلى أكثر من 800 عام، فضلاً عما رواه الكثير من المؤرخين والجغرافيين من أن البِرك هي (بِرك الغماد) المذكورة في المصادر وكتب التاريخ والسيرة النبوية.
ويعد مسجد الخليفة أبو بكر الصديق من أبرز المعالم التاريخية فيها، وتبلغ مساحته 90 متراً مربعاً، ويبعد عن الطريق الدولي حوالي 300 متر، ويشير عبد الرحمن آل عبده الباحث المتخصص في تاريخ البرك إلى أن بناء المسجد يعود تاريخه إلى عهد الخليفة الصدّيق، وذلك في موقع مروره بالبِرك مهاجرًا إلى أرض الحبشة.
وتوجد بالقرب من المسجد بئر المجدور التاريخية التي يبلغ عمقها تسعة أمتار، بعرض لا يتجاوز المترين، وتعد المصدر الرئيس للمياه الصالحة للشرب في البرك، على رغم قربها من البحر الأحمر، والمصدر المهم لري الحدائق والأشجار في الطرقات الرئيسة.
هذا ويلفت نظر الزائر إلى البرك سورها الأثري الذي يعد معلماً تاريخياً مهماً ما زال يقاوم الزمن حتى الآن، والتوسع العمراني الذي أثر في بعض أجزائه رغم وجود اللوحات التحذيرية بعدم المساس بالموقع وتبعيته للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
ويضيف عبد الرحمن آل عبده إن السور يقع وسط البرك، وتحيط به قلاع شيدت في أوائل العام 629هـ، وأعيد ترميمه في العام 704 هـ، ثم توالت الترميمات له والإضافات لعقود عدة متتالية، واصفاً موقع السور بالاستراتيجي.
وأشار إلى قصور تاريخية وحصون أثرية تعتبر من أبرز المعالم التاريخية في البرك، ومنها الحصن الأثري الذي يطل على مصب وادي ذهبان، ويبعد مسافة 15 كيلومتراً جنوباً، ولا تزال بقايا آثاره من الناحية الشرقية واضحة للزائر، ويبدو أنه كان أكثر من طابق وطرازه وأسلوب بنائه يشبه إلى حد كبير أسلوب بناء سور البرك وحامياته.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة وضع الحجر الأسود
- قصة حرب الفجار
التعليقات
إرسال تعليقك