ملخص المقال
يستخدم السلاح الكيماوي في الحروب لتمكين الجيوش على شلِّ قدرة الخصم وتحجيمه بأسرع وأسهل طريقة.. ويعتقد الكثير من الناس أن استخدام السلاح الكيماوي بدأ في
يُستخدَم السلاح الكيماوي في الحروب لتمكين الجيوش على شلِّ قدرة الخصم وتحجيمه بأسرع وأسهل طريقة.. ويعتقد الكثير من الناس أنَّ استخدام السلاح الكيماوي بدأ في العصر الحديث وهذا غير صحيح؛ فقد كان الهنود أوَّل من استخدم السلاح الكيماوي في الحروب ضدَّ أعدائهم كما تذكر كتب التاريخ، ففي حروب الهند القديمة في حوالي العام 2000 ق.م شهدت استخدامًا لأبخرة سامَّة تُسبِّب "الارتخاء، والنُّعَاس، والتثاؤب".
كما استُخدم الغاز في حصار "بلاتيا" إبَّان حرب البيلوبونيز -وكانت هذه الحرب بين أثينا والمدن البيلوبونيسيَّة 431 ق.م.- 403 ق.م.- وكان التتار عام 1743م يلقون بالفئران الميِّتة من الطاعون فوق أسوار المدن التي كانت تُحاصرها لنشر وباء الطاعون فيها ليستسلم أهلها.
وكان الإنجليز والإسبان عند استعمارهم للأميركتين في أواخر القرن الخامس عشر يُقدِّمون للقبائل الهندية بالشمال والجنوب البطَّانيَّات والمناشف ومختلف الأقمشة المستعملة عند الخلود الى النوم، التي كان البِيض (الأوروبِّيُّون) قد لوَّثوها بجراثيم مختلف الأوبئة خاصَّةً الحصبة والجدري.
وفي القرن الثامن عشر كان الروس يلقون بجثث الموتى بـ الطاعون فوق أسوار مدن آسيا الوسطى الإسلاميَّة لحصد شعوبها واستسلامها للغزو الروسي.
وكان نابليون في كلِّ حروبه يلقي بالحيوانات النافقة من الطاعون والجمرة الخبيثة في مياه الشرب للقضاء على أعدائه بسهولة.
وخلال الحرب العالمية الأولى وضعت بريطانيا بكتيريا الكوليرا في مياه الشرب بإيطاليا لتحالفها مع ألمانيا، بينما كانت ألمانيا تلقي قنابل بيولوجيَّة محمَّلة بالطاعون فوق لندن.
وكانت ألمانيا أوَّل من استخدم غاز الخردل عام 1917م، وكذلك استخدمته إيطاليا في عام 1936م ضدَّ إثيوبيا.
وكانت اليابان في حربها ضدَّ منشوريا والصين منذ عام 1931م تلقي بالبراغيث الحاملة للطاعون والكوليرا من الطائرات، ومعها حبوب القمح التي تقبل عليها الفئران لنشر الأوبئة هناك، فحصدت الآلاف من الجنود والمدنيِّين، وظلَّت اليابان تلقي بهذه الجراثيم القاتلة حتي نهاية الحرب العالمية الثانية.
واستخدم الاحتلال الإنجليزي السلاح الكيماوي ضدَّ ثورة الشعب العراقي عام 1920م وقد ذكر تشرشل أنَّه: "يُؤيِّد بقوَّة استخدام الغاز السام ضدَّ القبائل غير المتحضِّرة".
أمَّا الاستخدام الأكثر بشاعة في تاريخ البشرية هو قصف المدن اليابانيَّة في هيروشيما وناجازاكي عام 1945م، وقد بلغ عدد الضحايا 557478.
وخلال حربها مع فيتنام استخدمت الولايات المتحدة السلاح الكيماوي في تلك الحرب، وهناك مادَّة يُطلق عليها اسم Agent Orange، وتلك المادَّة الكيماويَّة تركت في الشعب الفيتنامي آثارًا بعيدة المدى؛ فقد صار المواليد الأطفال الفيتناميُّون ينزلون من بطون أمَّهاتهم مشوَّهين (بعضهم كان يُولَد تنقصه ذراعٌ كاملة، أو يدٌ كاملة، أو تنقصه رجلٌ كاملة، أو قدمٌ كاملة).
وفي الحرب العراقية الإيرانيَّة استخدم العراق السلاح الكيماوي بعلمٍ كاملٍ من الولايات المتَّحدة .. واستخدم الجيش العراقي غاز الأعصاب وبعض غازات أخرى في الهجوم الكيماوي على مدينة (حلبجة) وقتل أكثر من 5000 مدني.
وفي حرب العراق الثانية استخدم الاحتلال الأميركي "قنابل النيوترون" ممَّا أدَّى الى مقتل جميع الجنود العراقيِّين في مطار بغداد.
وأثبتت ميزة "القنابل النيوتونية" قدرتها على الإبادة الجماعيَّة دون أن تُحدث ضررًا كبيرًا بمبنى المطار؛ حيث إنَّ تلك القنابل تعمل على مبدأ بثِّ الإشعاع الحراري القاتل الذي يحرق جسم الإنسان ويذيبه تمامًا.
وفي عام 2004م استخدم الاحتلال الاميركي قنابل الفسفور الأبيض خلال معركة الفلوجة.. وخلال الحرب الإسرائيليَّة على غزة في (ديسمبر 2008 - يناير 2009) استخدم الاحتلال الإسرائيلي القنابل الفسفوريَّة ضدَّ المدنيِّين العُزَّل.
حتى اليوم يُستخدم السلاح الكيماوي على الرغم من تحريمه دوليًّا، إلَّا أنَّ بعض القوى الكبرى ومن يتمتَّعون بحمياتها يستخدمون هذه الأسلحة الفتَّاكة، لأنَّهم فوق القانون وفوق المحاسبة؛ فالعالم يعيش اليوم تحت رحمة القطب الواحد.
المصدر: دنيا الوطن.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- جاسوس بريطاني أسلم بسبب الحجر الأسود
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- كيف نعيد أمجاد الأمة من جديد؟!
- أول مستشفى في العالم
التعليقات
إرسال تعليقك