ملخص المقال
أقدم خريطة للعالم القديم في التاريخ، تعرف على قصتها ومن رسمها وكيف كان الإنسان القديم يتخيل العالم والكرة الأرضية في هذا الوقت..
أقدم خريطة في التاريخ
إنَّ أقدم خريطة في التاريخ تعود للعصر البابلي المتأخر (بحدود 600 ق. م)؛ حيث كان التوسُّع الإمبراطوري لبابل الكلدانيَّة والازدهار العلمي سببًا لابتداع العقل العراقي وسائل أفضل للتخطيط الجغرافي لغرض السيطرة على الأقاليم.
أمَّا في مجال معرفة سكان بلاد الرافدين بجغرافيَّة المناخ فخير مثال على ذلك ما خلَّفوه لنا من كتابات تخصُّ مواعيد الزرع والحصاد، أو ما يُعرف بكتاب الفلاحة والانقلاب الشتوي والصيفي الخاص بالمناخ الملائم لزرع النباتات، وبذلك يكون سكَّان بلاد الرافدين أوَّل من وضع أسس العلوم الجغرافيَّة بفروعها المختلفة التي أخذها عنهم اليونانيون، والرومان، وغيرهم من الحضارات.
إنَّ أقدم خريطةٍ للعالم معروفة هي: «صورة العالم»، من القرن السادس قبل الميلاد من بابل، وهذه الخارطة -كما أعاد تركيبها أكهارد إونكر- تُبيِّن بابل على الفرات محاطة بدائرة من اليابسة، وتبين آشور وأرمينيا وبضع مدن؛ والتي بدورها محاطة كلها بالبحر المر (المحيط)، مع سبع جزرٍ مرتَّبة دائريًّا حولها لتكون نجمة سباعيَّة.
ويُذكر في النص الآتي سبع مناطق خارجيَّة وراء المحيط الذي يُحيط بالخارطة.
وبقي خمسة من أوصاف هذه المناطق:
«-تقع الجزيرة الثالثة "حيث ينهي الطير المجنَّح طيرانه"؛ أي: حيث لا يستطيع الوصول.
-وفي الجزيرة الرابعة "حيث النور أكثر سطوعًا من نور غروب الشمس، أو من النجوم". ويقع في الطرف الشمالي الغربي، وحيث غروب الشمس في الصيف خاصَّةً يكن في شبه غموض.
-وفي الجزيرة الخامسة، وباتِّجاه المال "هناك ظلامٌ تامٌّ وأرضٌ لا يرى فيها أحدٌ أيَّ شيء، ولا ترى فيها الشمس".
- وفي الجزيرة السادسة "حيث يعيش ثور ذو قرونٍ يُهاجم من يلاقي".
- وتقع الجزيرة السابعة في الشرق "حيث يشرق الصباح".»
البابليون وتصورهم لخريطة العالم القديم
لقد رسم البابليون خريطة العالم القديم وتصوروا العالم وكأنَّه كرة مدورة؛ فإنَّ الجغرافي البابلي قد رسم العالم بإسقاط مساحات الكرة الأرضيَّة على مسطَّحين متداخلين دائريَّين؛ فهذا يعني أنَّه اقترب كثيرًا في تصوُّراته التي توصَّل إليها علماء الجغرافيا المحدثون من وصف الأرض بشكلها الكروي.
لقد توَّج العراقيُّون القدماء علومهم ومعارفهم الخاصَّة بعلم الجغرافيا من خلال النقائش المسماريَّة الخاصَّة بفتوح البلدان وأسمائها والمسافات بين مدينةٍ وأخرى، ومن بين أهمِّ ما ورد في هذا المجال، نقشٌ تركه لنا مؤسِّس أوَّل إمبراطوريَّة في التاريخ؛ الملك سرجون الأكدي (2371 - 2316 ق.م)، حيث ذكر المسافة بقياس الساعة المضاعفة (وهي الساعة البابليَّة، وتساوي ضعف زمن الساعة الحاليَّة، وتُقدَّر بحوالي فرسخين "10.8 كم2")، ونصُّ ترجمة الكتابة:
«مسيرة 120 ساعة مضاعفة بين منابع الفرات وبلاد ميلوخا (بلاد وادي السند) ومجان (عمان)، الحدود التي فتحها سرجون ملك العالم، عند سيطرته على كلِّ البلاد المغطَّاة بالسماء، الحدود التي حدَّدها بالقياسات التي ثبتها".
وفي النقش نفسه نجد ثبتًا بمساحة كلِّ بلد، وكمثال على ذلك نقرأ: "ساعة مضاعفة مساحة بلاد عيلام (غرب إيران حاليًّا)، 180 ساعة مضاعفة مساحة بلاد أكد".
ومن الناحية الطبوغرافيَّة فإنَّ العراقيِّين القدامى تركوا لنا نقائش ورسومات حدَّدوا من خلالها الجبال، والصحاري، والمسطَّحات المائيَّة، والأنهار، والمجاري، ودوَّنوا قوائم بأسمائها، كما حدَّدوا الاتِّجاهات الأربعة الرئيسة، وهي ظاهرةٌ لم تُعرف إلَّا في وقتٍ متأخر، كما حدَّدت بعض الخرائط الخاصَّة بالمدن حدودَ مدينةٍ معيَّنة، ومخطَّطها العام والخاص، ومن أمثلة ذلك: خارطة مدينة نفر المقدَّسة جنوب العراق بحدودها ومعابدها وشوارعها وأبنيتها المختلفة، على لوحٍ طينيٍّ مفخور محفوظ في متحف جامعة ينا (فريدريش شيلر) في ألمانيا، لتُبيِّن مدى اهتمام العراقيِّين القدماء في رسم الخرائط في حدود الألف الثاني قبل الميلاد.
خريطة مدينة نفر
أمَّا في مجال معرفة سكان بلاد الرافدين بجغرافيَّة المناخ فخير مثالٍ على ذلك ما خلَّفوه لنا من كتاباتٍ تخصُّ مواعيد الزرع والحصاد، أو ما يُعرف بكتاب الفلاحة والانقلاب الشتوي والصيفي الخاص بالمناخ الملائم لزرع النباتات، وبذلك يكون سكان بلاد الرافدين أوَّل من وضع أسس العلوم الجغرافيَّة بفروعها المختلفة، والتي أخذها عنهم اليونانيون والرومان وغيرهم من الحضارات.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- قصة وضع الحجر الأسود
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- أوصاف أهل الأندلس
التعليقات
إرسال تعليقك