ملخص المقال
إعادة أمجاد الأمة الإسلامية حلم يراود أذهان كل مسلم من مشارق الأرض ومغاربها بل كل إنسان قرأ التاريخ وعرف عظمة هذه الأمة.. فكيف نعيد بناء الأمة؟!
إنَّ هناك يقينًا راسخًا في إعادة بناء الأمَّة من جديد، فهذا ما وعد الله به في قوله تبارك وتعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51].
إلَّا أنَّه لا بُدَّ من أمرين في تحقيق ذلك البناء:
أولهما: اليقين بتمكين الأمة:
وهنا نضرب بـ الصحابة رضوان الله عليهم في غزوة الأحزاب مثلًا على قوَّة اليقين؛ حيث تحزَّبت أعدادٌ ضخمةٌ من الأحزاب حول المدينة ما يقرب من عشرة آلاف، وأرادوا إبادة المسلمين.
فكانت ضائقةٌ شديدةٌ جدًّا، والمسلمون في هذه الضائقة علموا أنَّ نصر الله قريب؛ لأنَّ نصر الله يأتي بعد اشتداد الأزمات؛ فقد قال الحقُّ تبارك وتعالى: {وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا} [الأحزاب: 22].
أمَّا المنافقون لمـَّا رأوا الفجوة الواسعة بين إمكانيَّات المسلمين وإمكانيَّات الأحزاب، قالوا كما أخبر الحقُّ تبارك وتعالى عنهم: {وَإِذْ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا} [الأحزاب: 12].
وفي زماننا هذا اشتدَّت الأزمة، واستحكمت حلقاتها، والنصر آتٍ لا محالة ولا شك في ذلك إن شاء الله.
وثانيا: أين دورك في بناء الأمة الإسلامية؟
كثيرًا ما ينتظر المسلمون مَنْ يأتي إليهم ليُعيد لهم بناء الأمة الإسلاميَّة من جديد! لكن أين دورك أنت الذي كلَّفك الله به لإعادة إعمار الأمَّة الإسلاميَّة، أو لإعادة بنائه لترجع كما كانت في الصدارة وكما أراد الله لها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: 110]، فيقول الحقُّ تبارك وتعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدَّثر: 38]، {أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[النَّجم: 38].
ومن ناحيةٍ أخرى فإننا إن فكرنا في البناء فنجدنا نختلف على المنهج والطريقة؛ فيُريد كلٌّ منَّا اليوم بناء الأمة على طريقته وعلى منهجه، ونظلُّ نبحث عن مناهج لنرتقي بأمَّتنا في الشرق والغرب ونختلف ونتصارع.
وقد أرشدنا الرسول صلى الله عليه وسلم في ظلِّ الاختلاف والتصارع أن يكون لنا من نُحكِّمه عند اختلافنا؛ ففي الحديث الذي يرويه العرباض بن سارية رضي الله عنه يقول: "وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمًا بَعْدَ صَلاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقَالَ رَجُلٌ: إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ، فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلافًا كَثِيرًا، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّهَا ضَلالَةٌ، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ" .
كانت تلك مجرد نقاط قليلة نحتاج أن نرتكز عليها في بحثنا عن «كيفية إعادة بناء الأمة»، وهناك المزيد من الأمور الهامة لمعرفة مراحل بناء الأمة والخطواط العملية لذلك، التي ذكرها الأستاذ الدكتور راغب السرجاني في مقاليه: "كيف نبني خير أمة؟"، و"السيرة النبوية وبناء الأمة".
والمهم في ذلك أن نعرف أنَّ دراسة حياة النبيِّ صلى الله عليه وسلم ودراسة حياة الخلفاء الراشدين المهديِّين أمرًا حتميًّا لمن أراد أن يهتدي إلى الطريق الصحيح لبناء الأمَّة الإسلامية، ولن نستطيع أن نبني هذه الأمة على غير منهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أبشع قوانين عنصرية في تاريخ أميركا
- قصة هبل أول صنم قدّسه العرب قبل الإسلام
- لماذا بكى موسى عندما رأي النبي في الإسراء والمعراج؟
- حدث في 26 رمضان .. وفاة السيدة نفيسة
- لغة الضاد .. اللغة المقدسة
التعليقات
إرسال تعليقك