ملخص المقال
الطفل في حاجة للنصيحة الرقيقة والمعاملة المهذبة، وقد كان للطفل المسلم نصيب في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ونصائحه..
الطفل في حاجةٍ للنَّصيحة الرَّقيقة والمعاملة المهذَّبة، وقد كان للطفل المسلم نصيبٌ في وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم ونصائحه..
لقد أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الطفل في إناء واحد، وعلَّمه أدب الطعام؛ ففي الصحيح عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي في كفالته)، وكانت يديَّ تطيش في الصحفة (أي الإناء الذي فيه الطعام) فقال لي الرسول صلى الله عليه وسلم: «يَا غُلَام، سَمِّ الله، وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيك».
وهكذا أدَّب رسول الله هذا الغلام، وعلَّمه في رفقٍ ولينٍ وحنان.
ومن الأحكام الشَّرعيَّة أنَّه يستحبُّ إلقاء السَّلام على الأطفال، وتعويدهم علي إلقائه، والردِّ عليهم، حتى يتعلَّموا البشاشة وحُسن اللقاء، ولقد حدَّث أنس رضي الله عنه أنَّه كان يمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمرَّ بصبيان فسلَّم عليهم..
وذات يوم أردف النبيُّ صلى الله عليه وسلم خلفه ابن عباس رضي الله عنهما، وكان غلامًا لم يتجاوز العاشرة من عمره، ثم سار به مليًّا، ثم التفت إليه فقال: «يا غلام، إنِّي أعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنَّ الأمَّة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا علي أن يضرُّوك بشيءٍ لم يضرُّوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله عليك، رُفِعت الأقلام وجفَّت الصحف». (رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح).
وقد قال العلماء: إنَّ في النِّداء بقوله (يا غلام) مجموعة حِكَم؛ فالنِّداء إذا وقع من الفاضل للمفضول يحصل له به ابتهاجٌ وسرور، ولغفلته عن الكلمات التي سيُوجِّهها الرَّسول صلى الله عليه وسلم نزَّله منزلة البعيد، فناداه بالياء الموضوعة للبعيد، وعدل عن ندائه باسمه إيذانًا لمن لم يشهد الخطاب بعظيم فطنته ويقظته؛ حيث خاطبه بهذه الوصايا الخطيرة القدر مع كونه إذ ذاك غلامًا.
وهذا الحديث قائمٌ على سبع جملٍ جمعت الدِّين كلَّه، فحفظ الله بحفظ دينه، فيقف الإنسان عند الأمر بالامتثال وعند النهي بالاجتناب، وحينئذٍ تتوالى على الإنسان العناية الربَّانيَّة وتحفُّه البركات الإلهيَّة، وما على المرء إلَّا أن يلجأ إلى الله وحده سؤالًا واستعانةً وتوكُّلًا، وعزًّا ومنعةً وتحصُّنًا؛ فالله تعالى وحده هو وليُّ ذلك والقادر عليه.. والإيمان بالقضاء والقدر يُريح النَّفس ويشرح الصَّدر ويُورِث الطمأنينة..
وهكذا خصَّ الرَّسول هذا الغلام بتلك الحكمة البالغة، فتحمَّلها ورواها حديثًا يُذكر في الآفاق ينتفع به المسلمون كافَّة..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- الصحابي الذي لم يشغله الموت عن الصلاة
- أين مكان عرش إبليس؟
- صور ربما لم ترها من قبل لأبي الهول و الأهرامات
- ذو السويقتين هادم الكعبة
التعليقات
إرسال تعليقك