ملخص المقال
تُعرّف الإجازة بأنها الإذن بالإفتاء أو التدريس، وتعريفها عند المحدِّثين وغيرهم: الإذن بالرواية، سواء رواية حديث أم رواية كتاب..
وقد وضع علماء المسلمين مجموعة من المعايير التي من خلالها يستطيع طالب العلم أن يترقى في هذه المنظومة التعليمية؛ ليصل في نهاية المطاف إلى التدريس أو الإفتاء، ومن ثَم كانت الإجازة هي المعيار الرئيسي الذي من خلاله يتأهل طالب العلم للتدريس في حلقة مستقلة، ولقسم معين من أقسام العلوم المختلفة.
طريقة الإجازة
تتمثل طريقة الإجازة في السماح في نقل العلم إلى الآخرين، وذلك أن يعطي الشيخ كتبه أو بعضها لتلميذه، ويُجيزه أن يقوم بتدريسها للآخرين..
وقد عرفت الحضارة الإسلامية طريقة الإجازة منذ فترة مبكرة جدا، وقد كان الهدف منها في بداية الأمر، الاحتراز من الوقوع في الخلط بين الأحاديث الشريفة، فوضع علماء الحديث طريقة الإجازة، وكانت نوعا من أنواع الثقة المتبادلة بين الأساتذة وتلاميذهم.
و الإجازة في حقيقة الأمر إضافة إسلامية مهمة في مسار الحضارة الإنسانية عبر آلاف السنين؛ إذ إنها بمنزلة الشهادة الموثقة التي يحصل عليها طلاب العلم الآن.
ولذلك ما خلا عصر من العصور الإسلامية المتفاوتة إلا ووجدنا الإجازة شرطا من الشروط المهمة في تعيين أحد العلماء في مكان من الأماكن الحساسة في الدولة.
وقد كان من حق النساء في الحضارة الإسلامية أن يتعلمن العلم، ويُعلِّمنه، وكانوا كالرجال في ذلك سواء بسواء، فلم يكن يُسمح أن تتصدر امرأة للتعليم من دون الحصول على إجازات من العلماء..
ولم تكن الإجازة في العلوم الشرعية فقط، بل امتدت لتشمل كافة العلوم الشرعية والحياتية..
الإجازة كانت سبقا إسلاميا فريدا في مسيرة الإنسانية كلها، فقد سبقت كبرى الكليات والجامعات الأوربية بما يزيد على عشرة قرون كاملة؛ مما يُدلل على عظمة الحضارة الإسلامية في هذا الشأن، وإضافتها لشيء تنظيمي جديد، لطالما سارت جميع الأمم على نهجه حتى يومنا هذا.
روابط ذات صلة:
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أبشع قوانين عنصرية في تاريخ أميركا
- من الصحابي الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم «إني أحبك حبين»
- قصة الكرماء الثلاثة .. أجود أهل زمانهم!
- لماذا قال الإمام مسلم «دعني حتى أقبل رجليك»؟
- أشهر الحلقات العلمية في التاريخ الإسلامي
التعليقات
إرسال تعليقك