ملخص المقال
الجزيرة نت
لم تندلع الحرب الأهلية اللبنانية فجأة وإنما سبقتها أزمات شديدة وأسباب متصلة بموقع لبنان الإقليمي وتحوله إلى ساحة صراع.
ويُمكن إيجاز هذه الأسباب في وجود عوامل اقتصادية واجتماعية ناتجة عن انتشار الفقر والعوز، وعوامل سياسية طائفية يجسدها انقسام بين مطالب المسلمين والمسيحيين، وعوامل خارجية محورها قضية المقاومة الفلسطينية والجهاد المسلح لتحرير فلسطين.
اندلعت الشرارة الحقيقية للحرب الأهلية اللبنانية في 13 أبريل/نيسان 1975 عندما قام مجهولون -في حادث غامض- بإطلاق نار أودى بحياة عنصرين من حزب الكتائب في عين الرمانة بضواحي بيروت، كان أحدهما يعمل مرافقا لرئيس الحزب بيار جميل.
وردا على ذلك، قامت مليشيات حزب الكتائب بإطلاق النار على حافلة كانت تقل فلسطينيين أثناء عودتهم إلى مخيم تل الزعتر من مهرجان سياسي في مخيم شاتيلا غربي بيروت، أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، ما أدى إلى مقتل 27 فلسطينيا من ركاب الحافلة.
ومع انتشار هذا الخبر الذي عُرف بـ"حادثة البوسطة"، اندلعت الاشتباكات بين المليشيات الفلسطينية والكتائبية في أنحاء المدينة.
واشتعلت الاحداث بعد ذلك سجال بين الطرفين ثم اتسعت الدائرة ودخلت القوات السورية على الخط وأصبحت طرفًا في الصراع، ثم غزت القوات الصهيونية لبنان في عام 1982م.
استمرت الحرب الأهلية في لبنان ولم يسلم من لهيبها أحد في لبنان حتى 23 مايو / أيار 1989 عندما عُقد مؤتمر قمة عربي غير عادي في مدينة الدار البيضاء بالمغرب وكان من أبرز نتائجه تشكيل لجنة ثلاثية (المغرب والسعودية والجزائر) دعت إلى عقد مؤتمر بمدينة الطائف السعودية لإعداد ومناقشة وثيقة الوفاق الوطني اللبناني.
عقد المؤتمر في 30 سبتمبر/أيلول بحضور 62 نائبا لبنانيا يُمثلون الأحزاب الرئيسية المُتقاتلة: حركة أمل، والحزب التقدّمي الاشتراكي، والقوات اللبنانية، وحزب الكتائب.
ووقّع المجتمعون على وثيقة اتفاق الطائف التي أنهت الحرب الأهلية اللبنانية.
رفض القائد العسكري في الجيش اللبناني ميشال عون اتفاق الطائف وحاول مقاومته ولكنه وبعد معارك ضارية استسلم في مثل هذا اليوم 27 أكتوبر 1990 واضطر للجوء لسفارة فرنسا في بيروت وظل بها لفترة إلى أن طار لمنفاه الاختياري في باريس.
لتنتهي بذلك الحرب الأهلية اللبنانية وفي مارس/آذار 1991 صدر قانون العفو عن كل الجرائم التي حصلت منذ 1975.
وكان من أبرز نتائج الحرب الأهلية اللبنانية المؤسفة أنها خلفت ١٥٠ ألف قتيل و٣٠٠ ألف جريح ومعوق، و١٧ ألف مفقود.
وهجّر بسببها أكثر من مليون نسمة في بلد كان عدد سكانه ثلاثة ملايين، ونزح نحو 600 ألف شخص من 189 بلدة وقرية مسيحية ومسلمة، أي ما يعادل 21.8% من مجموع السكان..
كما قدرت خسائر الحرب المباشرة التي أصابت رأس المال الإنشائي والتجهيزي في القطاعين العام والخاص بنحو 25 مليار دولا أميركي.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- ثلاثة أسباب وراء حدوث معجزة الإسراء والمعراج
- هل لك خبيئة صالحة؟!
- قصة سرقة الحجر الأسود
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
- قصة أعجوبة الأندلس
التعليقات
إرسال تعليقك