ملخص المقال

BBC
قصة اكتشاف الصفر .. كيف كانت الحياة قبل اكتشاف الصفر؟!
على الرغم من أن جميع الأرقام الأخرى التي نستخدمها اليوم قد تغير شكلها تمامًا على مرّ التاريخ، فإن الصفر ظل محتفظًا بشكله الدائري.
تحكي لنا عالمة الرياضيات هنّا فراي القصة المحيرة وراء 'اكتشاف' الصفر، ولماذا لن نستطيع التنبؤ بما سيحدث مستقبلًا من دون الصفر.
لا شيء يمثل صميم العلوم والهندسة والرياضيات، مثل الصفر بالطبع.
وقد أثار هذا الرقم القوي، رغم انعدام قيمته، جدلًا واسعًا وأدخل على النفس سرورًا أكثر من أي عدد آخر، وذلك لسبب واحد، أنه يمكننا من استشراف المستقبل.
لكن لكي ندرك مدى قوته ونفهم مبعث تلك القوة، علينا أن نفهم أولًا كيفية نشأته والمعارك التي خاضها. فالصفر لم يحظ بهذه المكانة إلا بشق الأنفس.
كان الصفر معروفًا منذ قديم الزمان، لكن كمفهوم وليس كعدد. فقد ظهر في كتابات الحضارة البابلية وحضارة المايا، إذ كان يستخدم لحساب انتهاء فصول السنة. كما استخدمه العلماء قديمًا ليرمز إلى عدم وجود عدد في إحدى الخانات، كما هو الحال عندما نضع صفرًا في العدد 101 أو 102، للدلالة على عدم وجود مضاعفات العدد 10 في الخانة الوسطى. وقد كان البابليون يرمزون للصفر بسهمين صغيرين مائلين.
ولكن على الرغم من روعة الرقم صفر، إلا أنه لم يُعترف به كعدد صحيح إلا بعد ألفين سنة، وكانت الهند أولى الدول التي اعترفت به.
وأطلق الهنود على هذا الرمز اسم "شونيا"، وهي كلمة مازالت تستخدم اليوم لتعني اللاشيء كمفهوم، والصفر كعدد.
وعلى الرغم من أن جميع الأرقام الأخرى التي نستخدمها اليوم قد تغير شكلها تمامًا على مرّ التاريخ، فإن الصفر ظل محتفظًا بشكله الدائري.
وعلى الرغم من أن الصفر قد يُضاف ويُطرح ويُضرب في غيره من الأرقام، إلا أنك قد تجد صعوبة في القسمة على الصفر. غير أن هذا التحدي بعينة كان بمثابة نواة لمجال جديد رائع من الرياضيات، كما سنرى لاحقًا.
وبعد أن شاع استخدام الصفر في جنوب آسيا، وأصبح له مركزًا وطيدًا بين الأرقام، شقّ طريقه نحو الشرق الأوسط، حيث تلقفه العلماء في العالم الإسلامي وحظي بأهمية كبيرة، وشكل جزءًا من نظام العدّ العربي الذي نستخدمه اليوم..
وتزامن انتقال الصفر إلى أوربا مع الحروب الصليبية على البلدان الإسلامية.
والعجيب أنه لم يُجز استخدام الصفر وسائر الأرقام العربية في أوربا سوى في القرن الخامس عشر، ومع حلول القرن السابع عشر، حقق الصفر إنجازًا جديدًا، حين أصبح أساسا لنظام الإحداثيات الديكارتي (أي السين والصاد كما درستها في الرسم البياني في المدرسة)، الذي اخترعه الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت.
ثم زادت قوة الصفر إبان عصر النهضة، ليلهب حماسة محبي الرياضيات مرة أخرى. فقد ذكرت في البداية إشكالية القسمة على الصفر، وقد أضحت مسألة قسمة الصفر على الصفر، الأكثر إشكالًا، أساسًا لحساب التفاضل والتكامل، وهو أحد أفرع الحساب المحببة إلى نفسي.
ومن خلال التفاضل والتكامل، يمكنك أن تصف معدل تغير أي شيء يطرأ على بالك، من حركة أسواق الأسهم مع مرور الوقت إلى سرعة انتشار الدواء في مختلف أجزاء جسمنا. وبالطبع لولا الصفر، لما كنا تمكننا من قياس أي من هذا.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- قصة وفاة موسى بن نصير
- قصة أصغر فاتح إسلامي
- خروج آدم عليه السلام من الجنة عقوبة أم ابتلاء؟
- 6 أسباب منعت كفار قريش من الإسلام
التعليقات
إرسال تعليقك