ملخص المقال
جزيرة كريت من أشهر جزر البحر المتوسط التي فتحها المسلمون وكانت قصة فتحها عجيبة
في زمن خلافة المأمون العباسي غزا المسلمون جزيرة كريت أو إقريطش وذلك عن طريق القائد أبي حفص عمر بن عيسى الأندلسي المعروف بالإقريطشي؛ أحد قادة الثورة على الحكم بن هشام الربضي أمير الأندلس الذي ساءت العلاقة بينه وبين الفقهاء ورجال الدين لانغماسه في اللهو.
وقد قام أمير الأندلس الحكم الربضي بقمع هذه الثورة فاقترق هؤلاء الثوار الأندلسيون، فذهب فريق منهم لفاس من أرض المغرب، ولحق الباقي بالإسكندرية من أرض المشرق، ونزلوا في ضواحيها في أوائل عصر الخليفة العباسي المأمون سنة 200هـ، وكانت الأحوال في مصر مضطربة؛ إذ انتقلت إليها عدوى الخلافات التي نشبت بين الأمين والمأمون؛ فانتهز الأندلسيون المهاجرون فرصة هذه الفتن واستولوا على الإسكندرية بمعاونة أعراب البحيرة، وأسَّسوا فيها إمارةً أندلسيَّةً مستقلَّةً عن الخلافة العباسية دامت أكثر من عشر سنوات.
وعندما استتبَّ الأمر للخليفة المأمون أرسل قائده عبد الله بن طاهر بن الحسين إلى مصر لإعادة الأمور إلى نصابها سنة 212هـ، فأرسل إلى هؤلاء الأندلسيِّين يُهدِّدهم بالحرب إن لم يدخلوا في الطاعة، فأجابوه إلى طلبه حقنًا للدماء، واتفقوا معه على مغادرة الديار المصرية، وعدم النزول في أرضٍ تابعةٍ للعباسيين.
ثم اتجه هؤلاء الأندلسيون بمراكبهم إلى جزيرة كريت وكانت تابعةً للدولة البيزنطية في أسطولٍ من أربعين سفينة، ونزلوا فجأةً في خليج سودا في كريت فاستولوا عليها بقيادة زعيمهم أبي حفص عمر سنة (212هـ/825م)، ومن الواضح أنَّ المسلمين الأندلسيين لم يجدوا مقاومةً من قِبَلِ سكان الجزيرة؛ ولعلَّ ذلك راجعٌ إلى ما يكنُّه هؤلاء السكان من الكراهية للبيزنطيين؛ بسبب سوء سيرة عمَّالهم وظلمهم، وبسبب الظلم الضريبي والإداري فضلا عن الاضطهاد الديني.
ولم تلبث جزيرة كريت منذ ذلك الوقت أن صارت قاعدةً بحريَّةً إسلاميَّةً هامَّة، ومصدر تهديدٍ مستمرٍّ لجزر وسواحل الدولة البيزنطية؛ إذ أخذ الأسطول الكريتي يُغير على سواحل بيزنطة وممتلكاتها وتجاراتها، ممَّا تسبَّب عنه وقوع اضطرابات اقتصاديَّة وسياسيَّة كبرى داخل أراضي الدولة البيزنطية.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- عشرة قال فيهم رسول الله "ليس منا"
- كيف دخل الإسلام أرض النوبة؟
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- كيف تأثر الصليبيون بعادات وتقاليد المسلمين؟
التعليقات
إرسال تعليقك