ملخص المقال

قصة الإسلام
الصحابي الجليل حبيب بن مسلمة قاهر الروم وفاتح أرمينيا وبلاد الشام
حبيب بن مسلمة بن مالك القرشي الفهري، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل أبا مسلمة، كان مولده رضي الله عنه قبل الهجرة بسنتين بمكة المشرفة.
كان من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن أشراف قريش وشجعانها، وهو كما قيل عنه من طبقة خالد بن الوليد، وأبي عبيدة في الشجاعة والإقدام والفتح.
شبّ حبيب بن مسلمة منذ نعومة أظفاره على الحرب، وقضى معظم أيام حياته في القتال، فكان له في البلاد البعيدة، والممالك النائية جهاد طويل وفتح جليل، لاسيما في الشام وأرمينيا والقوقاز.
كان فتح أرمينيا قد بدأ في عهد خلافة عمر رضي الله عنه؛ حيث توجه الصحابي عياض بن غَنْم رضي الله عنه إلى أرمينيا ووصل إلى قلب تلك البلاد، وهنا فضّل أهلُ تلك البلاد مُصالَحة المسلمين، فقبِل المسلمون الصلحَ، وذلك سنة 20هــ.
ثمَّ حدث تمرُّد على المسلمين من جانب أهلِ أرمينيا في عهد خلافة عثمان بن عفَّان رضي الله عنه، فأرسل إليهم بطلنا الفاتح حبيب بن مسلمة الفهري لفتح البلاد.
فوصل إلى مدينة قالقيليا في أقصى شمال أرمينيا على حدود الرُّوم، فتجمَّع ضدَّه جيشٌ من الروم وأهل تلك البلاد قادَه رجل يدعى موريان، وبلغ تعدادُ هذا الجيش في أغلب المصادر ثمانين ألف جنديٍّ وفارس.
وقد أبلى المسلمون بلاءً حسنًا في القِتال مع الروم، واستطاع حبيب بن مسلمة بحُنْكته القتاليَّة ودربته في إدارة المعركة أن ينتصر انتصارًا ساحقًا، ويقتل ويأسر من الرُّوم العددَ الكثير.
وبعدها أرسل حبيب بن مسلمة إلى الخليفة عثمان بن عفَّان رضي الله عنه يطلب منه بعث جماعة ممن يحبُّون الجهادَ وقتال الروم، فبعث إليه معاويةَ بن أبي سفيان بألفَي رجلٍ أسكنهم حبيب بن مسلمة بلدةَ قالقيليا، وجعلهم مرابطين بها، ثمَّ واصل حبيب بن مسلمة فتوحَه ببلدات أرمينيا حتى استطاع حبيب فتح كامل أرمينيا في فترة وجيزة.
ونتيجة لمعاهدات الصُّلح بين أغلب بَلداتها اعتنقَ كثيرٌ من الأرمن الإسلامَ؛ حيث شهدَت خلافةُ عثمان بن عفان رضي الله عنه تثبيتَ الإسلام بأرمينيا.
وبعد رحلة حافلة في الفتح والجهاد سجلها لنا التاريخ مات حبيب بن مسلمة الفهري فاتح أرمينيا ولم يبلغ الخمسين من عمره فرحمه الله ورضي عنه.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- حكايات أندلسية | قصص الفروسية وأثرها على الأدب العالمي
- ما العلم الذي علمه الله آدم عليه السلام؟
- نصيحة الأعرابي لسليمان بن عبد الملك
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
التعليقات
إرسال تعليقك