ملخص المقال

استطاع المسلمون بقيادة خالد بن الوليد فتح منطقة عين التمر والانتصار على الفرس والعرب النصارى الموالين لهم فضلا عن أسر قائد العرب
بعد أن انتهى خالد بن الوليد قائد جيوش المسلمين من فتح منطقة الأنبار -خلال حركات الفتوحات في العراق وفارس- توجه بعدها إلى منطقة عين التمر، وهي على بعد 100 كيلو مترٍ من الأنبار، وأهل عين التمر قسمان: قسم فارسي وقسم عربي، فهذه المنطقة كانت منطقة عربية تحت قيادة فارسية، وكان على رأس القوة الفارسية في هذه المنطقة رجل يُسمَّى مهران، وعلى رأس القوة العربية النصرانية رجل يُسمَّى عقّة بن أبي عقّة، وكان هذا الرجل على درجة عالية من الغرور، فكان يقول لمهران الفارسي: نحن أعلم بقتال العرب، فدعونا نقاتل العرب.
فيقول مهران: نعم، أنتم أعلم منا بقتال العرب، وأنتم مثلنا في قتال العجم.
وتقدم عقّة ليلاقي جيوش خالد، ويلوم الفارسيون مهران على قوله بأن عقّة والعرب أعلم منهم بقتال العرب، فيقول لهم: والله إني رأيت جيشًا لا يقف أمامه أحد، فقلت: أتّقيه بهم، فإن انتصروا فالنصر لكم، وإن هُزِمُوا جاء جيش المسلمين إلينا وفيه ضعف من أثر لقائهم.
وعسكر عقّة بجيشه على مسافة 20 كيلو مترًا من عين التمر، في منطقة تسمى الرمالية، وتقدم خالد بن الوليد بجيشه والتقى مع هذا الجيش، ووقف الجيشان، وكعادة الجيوش يخرج واحد من كل جيش للمبارزة وإظهار القوة، وخرج من جيش العرب النصراني عقّة بن أبي عقة ويطلب من يبارزه، ويخرج إليه خالد بن الوليد.
ويفعل سيدنا خالد رضي الله عنه شيئًا لم تعهده الجيوش ولا المحاربون قبل ذلك، فلم يقتل عقّة وإنما أطاح بالسيف من يده، ثم أخذه أسيرًا ورجع به إلى جيش المسلمين؛ إمعانًا في إذلاله وإظهارًا لقوة الجيش المسلم. وعلى الفور بدأ جيش عقّة يفرُّ هربًا من المسلمين ولم يحدث قتال يُذْكَر بين الفريقين، وظل المسلمون يتتبعون الجيش الفارَّ حتى عين التمر.
وخلال مسافة الـ 20 كيلو مترًا من موقع المعركة وحتى عين التمر، يقتل المسلمون منهم ويأسرون، حتى يصل الفارّون إلى الحصن الذي كان فيه الجيش الفارسي بقيادة مهران، فيدخل منهم من يدخل، ويضيق الحصن عليهم فيغلق باب الحصن أمام باقي الفارِّين، ويقتل المسلمون مَن بخارج الحصن، ثم يقتلعون الباب ويدخلون، ويضعُ سيدنا خالد عقّة في مقدمة الحصن من الداخل ويقطع رأسه، فتبلغ الهزيمة النفسية من أهل الحصن مبلغًا كبيرًا، ويُمْعِن المسلمون القتلَ فيهم، ثم يهرب الأمير الفارسي مهران إلى الشمال متوجهًا إلى المدائن كعادة الأمراء الفارسيين، ويسيطر خالد بن الوليد ومن معه المسلمون على منطقة عين التمر.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- حكايات أندلسية | قصص الفروسية وأثرها على الأدب العالمي
- ما العلم الذي علمه الله آدم عليه السلام؟
- نصيحة الأعرابي لسليمان بن عبد الملك
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
التعليقات
إرسال تعليقك