ملخص المقال

قصة الموقف الذي بكى فيه الصديق أبو بكر من شدة الفرح ..
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قريش تسعى لقتله فاتخذ على الفور قرار الهجرة، وبدأ في تنفيذ خطته التي أعدها للهجرة، فخرج من الظهيرة متجهًا إلى بيت الصدّيق رضي الله عنه، وزيادة في التخفي فإن الرسول صلى الله عليه وسلم غطَّى رأسه ببعض الثياب، فلو رآه أحد من بعيد ما أدرك بسهولة أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على الصدّيق في هذه الساعة التي ما جاء فيها إلى الصدّيق من قبل طيلة الأعوام السابقة.
فلفت ذلك نظر الصدّيق رضي الله عنه فقال -كما جاء في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها-: «فِدَاءٌ لَهُ أَبِي وَأُمِّي، وَاللَّهِ مَا جَاءَ بِهِ فِي هَذِهِ السَّاعَةِ إِلاَّ أَمْرٌ».
وحتى هذه اللحظات لم يكن الصدّيق يعلم أنه سيهاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَأْذَنَ، فَأُذِنَ لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَبِي بَكْرٍ: «أَخْرِجْ مَنْ عِنْدَكَ» .. وذلك زيادةً في الحذر.
فقال الصِّدِّيق في اطمئنان: إِنَّمَا هُمْ أَهْلُكَ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: فَإِنِّي قَدْ أُذِنَ لِي فِي الْخُرُوجِ.
فقال أبو بكر، وقلبه يكاد ينخلع من اللهفة: الصُّحْبَةُ، بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ يعني هل سأصحبك في هذه الرحلة؟
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ.
هنا لم يستطع أبو بكر رضي الله عنه أن يتمالك نفسه من شدة الفرح، فبكى!!
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: فلم أكن أدري أن أحدا يبكي من شدة الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي.
بكى الصدّيق رضي الله عنه من شدة الفرح؛ لأنه سيخرج في هذه الهجرة الخطرة، بل شديدة الخطورة، لا شك أن الصدّيق رضي الله عنه كان يقدر خطورة هذه الرحلة، ولا شك أنه كان يعلم أنه سيكون من المطلوبين بعد ذلك، وقد يُقتل.
لكن كل ذلك لم يؤثّر فيه مطلقًا، إنه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبًّا لا يوصف.
إنه رجل يعيش للإسلام، حياته كلها في خدمة هذا الدين، أوراقه كلها مرتبة لمصلحة الإسلام، أولوياته واضحة، أهدافه جليّة، طموحاته عالية.
هذا هو الصِّدِّيق أبو بكر..
للمزيد ..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- حكايات أندلسية | قصص الفروسية وأثرها على الأدب العالمي
- ما العلم الذي علمه الله آدم عليه السلام؟
- نصيحة الأعرابي لسليمان بن عبد الملك
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
التعليقات
إرسال تعليقك