ملخص المقال
مسجد قطب منار في نيودلهي بالهند، يُعد أول شاهد على دخول الحضارة الإسلامية إلى الهند، فما قصة هذا المسجد؟ وكيف كان بناؤه؟
الناظر في تاريخ المساجد المقامة في الهند يقف على أسس معماريَّة حضاريَّة خاصَّة بها، وقد نشأت من مجموعة عوامل أثَّرت فيها تأثيرًا كبيرًا ومباشرًا.
- فكانت المساجد على شاكلة الحصون والقلاع، التي تحتمي وراء أسوارها الجماعة المسلمة الناشئة في ساعة الخطر.
- وكانت تُبْنَى على شكل صروح معماريَّة ضخمة، تُبهر أنظار الهنود وتجتذبهم إلى الدين الجديد، بعد أن تعوَّدوا أن يروا مباني أديانهم السابقة في أعلى قدر من الفخامة والضخامة.
ومن تلك المساجد الباهرة مسجد "قطب منار" في نيودلهي بالهند، الذي يُعدُّ أوَّل شاهد على دخول الحضارة الإسلامية إلى الهند، كما تُعتبر منارته الأطول من نوعها في الهند وثاني أطول المنارات في تاريخ العالم الإسلامي بعد منارة الجيرالدا في إشبيلية؛ حيث تتكوَّن المئذنة من خمسة طوابق.
كان المسجد في البداية يسمى بـ«قوة الإسلام»، حيث بُني في عهد السلطان قطب الدين أيبك أوَّل سلاطين المماليك في الهند، وبدأ في تشييده عام (589هـ= 1193م)، واستمرَّ العمل قائمًا فيه قرابة خمس سنوات. إلَّا أنَّ السلطان قطب الدين تُوفِّي بعد تأسيس المسجد، وكانت مئذنته من طابق واحد، ثم بنى خليفته شمس الدين ألتمش الطابقين الثاني والثالث، وفي عهد الدولة التغلقيَّة (آل تغلق) زاد السلطان فيروز تغلق شاه الطابقين الرابع والخامس، وقد بُنِي المسجد بعددٍ كبيرٍ من الأحجار الرمليَّة الحمراء التي اقتُلِعَت من 27 معبدًا هندوسيًّا كانت قريبةً منه، بينما أُكمل المستويان الأخيران بالرخام الأبيض، وجدران المبنى مزخرفة بالنقوش والآيات القرآنيَّة.
تميَّزت منارة المسجد بارتفاع المئذنة 72.5 مترًا من أصل 80 مترًا، ويوجد بداخلها درج حلزوني يُعدُّ 379 درجة، يُمكن عن طريقه الوصول إلى القمَّة، فيما يبلغ القطر في القاعدة 14.3 مترًا، ولا يتجاوز الـ 2.7 أمتار في أعلى المبنى.
كما يضمُّ المجمع بجوار المسجد مباني أخرى، ويستقطب إليه جموعًا كبيرةً من السُّيَّاح كلَّ عام، ولهذا أدرجته منظمة اليونيسكو في قائمة التراث العالمي.
للمزيد، اطَّلِعْ على:
مساجد الهند .. تاريخ وحضارة
مسجد قوة الإسلام في دلهي
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- قصة وضع الحجر الأسود
- أشهر السرقات العلمية في تاريخ الغرب
- قصة فتح سمرقند العجيبة!
التعليقات
إرسال تعليقك