ملخص المقال
7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية .. هي الطريق إلى معرفة نبيك الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.
إنها من أمتع اللحظات حقًّا تلك التي يقضيها المرء في قراءة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو البحث فيها؛ فهي الحياة الكاملة التي لا يعتريها قصور ولا نقص، وهي الحياة التي حفلت في كلِّ جزئياتها بالفائدة والنفع؛ إنَّها الحياة الممتعة حقًّا، مع كلِّ ما فيها من آلام وأحزان..
ولكنَّها كانت ممتعةً لأنَّنا كنَّا نعرف منها الصواب المطلق في التعامل مع كلِّ موقف؛ سواءٌ كان مُفْرِحًا أم مُحزِنًا، وكنَّا نُدرك الحكمة الحقيقيَّة مهما كان الموقف مفاجئًا أو مؤثِّرًا.. إنَّها حياة عجيبة حقًّا! لإنها سيرة أعظم إنسان خلقه الله عز وجل من لدن آدم عليه السلام وإلى يوم القيامة..
لهذا يجب علينا أن نتخير أهم الكتب وأصحها لنستمتع بالقراءة والتدبر والتعايش مع سيرة المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم، ولذلك نعرض هنا لأهم وأوثق كتب السيرة النبوية والشمائل المحمدية صلوات الله وسلامه على صاحبها.
1- سيرة ابن هشام:
كتاب السيرة النبوية لعبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، المعروف بـ "ابن هشام"، وهو من أول وأهم الكتب التي تحدثت عن سيرة النبي المصطفىى صلوات الله وسلامه عليه.
وقد اختصره مؤلفه "ابن هشام" من "سيرة ابن إسحاق" وهذبها ونقحها من الأشعار والأخبار الزائدة وغير الصحيحة، وهي من أول الكتب التي يجب أن يقتنيها المسلم عامةً، وقد تناول الكتاب عرضًا موسعًا لنسب النبي ﷺ وتفاصيل مرحلة ما قبل البعثة وما بعدها، وغزواته ومراسلاته، ومواقفه في الدعوة للإسلام، والأحداث المفصلية في بناء المجتمع الإسلامي، حتى وفاته صلى الله عليه وسلم..
وللسيرة طبعات كثيرة نفيسة أشهرها: (طبعة: دار الكتاب العربي للطباعة والنشر والتوزيع – تحقيق: عمر عبد السلام تدمري – 4 أجزاء – الأولى).
وكذلك تهذيبات ودراسات قيِّمة أهمها تهذيب الدكتور المحقق الكبير عبد السلام هارون فأحسن تهذيبها بارك الله فيه، وقد طبع التهذيب في مجلد واحد عن مؤسسة الرسالة ودار البحوث العلمية.
لتحميل الكتاب:: من هنا.
2- دلائل النبوة:
هو من أشهر مؤلفات السيرة النبوية، ومؤلفه هو: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المشهور بـ "الأصبهاني" (336 - 430هـ= 948 - 1038م). وقد اعتمد عليه الإمام ابن كثير رحمه في كتابه، وأثنى كثيرًا على مؤلفه.
وقد قسمه أبو نعيم الأصبهاني في 30 فصلًا، وقد صدر في طبعات وتحقيقات كثيرة نفيسة أشهرها بتحقيق: الدكتور محمد رواس قلعه جي، وعبد البر عباس، ونشرته دار النفائس، بيروت، 1406هـ - 1986م، الطبعة الثانية، في جزأين.
لتحميل الكتاب:: من هنا.
3- الشفا بتعريف حقوق المصطفى:
هو من أفضل وأجل ما كُتِب عن سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو من الكتب التي تخصصت في ذكر شمائل النبي صلى الله عليه وسلم..
ومؤلفه هو أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض بن عمرون السبتي اليحصبي (476هـ- 544هـ= 1083م- 1149م)، المعروف بـ "القاضي عياض".
وقد اشتهر الكتاب وذاع في الأوساط، وله من الكثير من الفضل بالتعريف بصفات وسيرة النبي المختار صلوات الله وسلامه عليه، حتى قيل فيه: «لولا الشفا لما عُرِف المصطفى»..
ويتناول الكتاب كل ما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم من صفاتٍ خِلْقية وخُلقية، وأفعال وأقوال إلى جانب ما جاء ذكره في القرآن الكريم من خلال مخاطبته عز وجل نبيه الكريم والذي يلقي الضوء أكثر وأكثر على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم..
وقد قسمه الكاتب إلى أربعة أقسام: (الأول: في تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم قولًا وفعلًا، والثاني: فيما يجب على الأنام من حقوقه عليه الصلاة والسلام، والثالث: فيما يستحيل في حقه، وما يجوز، وما يمتنع، وما يصح، والرابع: في تصرف وجوه الأحكام على من تَنَقَّصه أو سَبَّه).
ولأهميته فقد طبع طبعات عديدة واعتني به بالشرح والاختصار ةالتحقيق أكثر من مرة..
لتحميل الكتاب:: من هنا.
4- زاد المعاد في هدي خير العباد:
هو من أنفس كتب السيرة النبوية، وهو من تأليف محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية، المشهور بـ "ابن القيم" (691هـ - 751هـ= 1292م - 1350م)، فقد جمع فيه أغلب ما يتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير.
فهو عن حياة النبي صلى الله عليه وسلم بكل ما تحتويه هذه اللفظة من معنى، ولم يكتف ابن القيم بهذا بل استخرج من تلك السيرة العطرة، الفقه، والحلال والحرام، والآداب، والتوحيد، وتوجيهات وتعليمات.
وقد سلك فيه طريقة المحدثين في التصحيح والتضعيف، وقد أودع في كتابه هذا من المسائل الدقيقة، والنكت العميقة التي نادرًا ما توجد في كتاب واحد.
وقد اهتم العلماء والمحققون بالكتاب أيما اهتمام، وأشهر من حققه شعيب الأرناءوط وعبد القادر الأرناءوط في ستَّة مجلدات، نشرتها مؤسسة الرسالة، (1418ه – 1998م).
لتحميل الكتاب:: من هنا.
5- الخصائص الكبرى:
هو أحد كتب الإمام والمصنف الكبير جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر المعروف بـ "جلال الدين السيوطي" (849 - 911هـ)، وقد صنفه رحمه الله لذكر الأمور التي اختص بها رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره مع الإتيان بالأدلة الصحيحة عليها، وقد سماه "كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب"، ولكنه اشتهر بـ "الخصائص الكبرى"..
وجاء الكتاب في جزئين أتى فيها المصنف رحمه الله بكل ما هو خاص بالنبي المختار صلى الله عليه وسلم وأثبت فيه الأحاديث الصحيحة وحذف منه الموضوع والضعيف وقسمه إلى أحاديث ومواقف دون ترتيب تاريخي أو موضوعي، ولكنه من أقيم الكتب وأنفعها في هذا الباب..
وقد اعتنى به الكثير من العلماء بتهذيبه وتحقيقه ومن أشهرها: "تهذيب الخصائص النبوية الكبرى"، للشيخ عبد الله التليدي.
لتحميل الكتاب:: من هنا.
6- الرحيق المختوم:
هو أحد أهم كتب السيرة النبوية وأشهرها، وقد ألَّفه صفي الرحمن بن عبد الله بن محمد أكبر بن محمد علي بن عبد المؤمن بن فقيرالله المباركفوري الأعظمي (1943- 2006م = 1362ه - 1427هـ)، وهو أحد أهم علماء الحديث بالهند.
وقد فاز الكتاب بجائزة السيرة النبوية العالمية التي نظمتها رابطة العالم الإسلامي 1396هـ، وكُتِبَ له الانتشار في العالم أجمع، وتُرجم إلى الكثير من اللغات..
وقد صنفه المؤلف في ثمان فصول، عرض فيها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم عرضًا مبسطًا ومستوعبًا لتفاصيلها، مع شرح وبيان مواقف السيرة وتحليلها، ووذكره في بداية الكتاب لتاريخ الحياة الاجتماعية والسياسية في الجزيرة العربية قبل البعثة، وانتهج فيه المباركافوري السرد التاريخي بدءًا من نسبه صلى الله عليه وسلم وحياته الأولى ودعوته وغزواته ومواقفه الحياتيه والدعوية والسياسية، ختامًا بتفاصيل وفاته صلى الله عليه وسلم.
وقد طبع الكتاب عدة مرات وفي دور مختلفة، منها: دار الهلال في بيروت، وكذلك دار الوفاء للطباعة والنشر.
لتحميل الكتاب:: من هنا.
7- صحيح السيرة النبوية:
تعود أهمية كتاب "صحيح السيرة النبوية" في أنه مختصر ومهذب من أحد المصادر القوية الهامة في السيرة وهو كتاب "السيرة النبوية" للإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله، وهو من المصادر الواجب اقتناؤها خاصةً لمن أراد دراسة السيرة وتحليلها، والأخص من هو على دراية بتخريج وتوثيق الروايات الحديثية وغيرها، حتى يتسنى له النفع الكامل منها بعد تهذيبها وتنقيحها.
وهذا ما فعله الشيخ الألباني رحمه الله في هذا الكتاب وهو أجدر من يفعل رحمه الله تعالى، والكتاب بشكلٍ عامٍّ يبحث في صحيح سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، وَفق منهج يعتمد على الرواية التي هي أكمل معنى إذ ثبتت كما يقول رحمه الله.
وقد سار فيه الشيخ الألباني على منهج قويم أخبر عنه في مقدمة كتابه، وهو في 6 نقاط كما يلي:
1- حذفتُ الطرق والشواهد التي يسوقها لتقوية الحديث، واعتمدت على الرواية التي هي أكمل معنى إذا ثبتت.
2- حذفتُ السند الذي يسوقه كاملًا أو ناقصًا، واكتفيت منه بذكر اسم الصحابي فقط؛ إلا لفائدةٍ أو ضرورة.
3- حذفت ما لا سند له أو كان مرسلًا أو معضلًا؛ إلا ما صرح بأنه مُجْمَعٌ عليه أو نحوه.
4- قد ألخص أحيانا كلامه ليتناسب مع الاختصار الذي يقتضيه اقتصارنا على ما صحَّ ممَّا ذكره.
5- قد أستبدل بسياقه سياق المصدر الذي عزاه إليه؛ لأنه في كثيرٍ من الأحيان يسوقه بمعناه أو قريبًا منه...
6 -استدركت بعض ما فاته تحت عنوان: [المستدرك].
ولهذا فهو من أفضل الكتب التي تقتنى لدراسة وقراءة السيرة النبوية العطرة لما لها من ميزة عن غيرها في غالبها من صحة ما بها من أحاديث وأخبار، ولكنه وللأسف توقف فيه عند (فصل الإسراء والمعراج) ولميكمله لوفاته رحمه الله تعالى.
وقد نشرته المكتبة الإسلامية، عمان – الأردن، 1421هـ.
لتحميل الكتاب:: من هنا.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- أسرة محمد علي باشا .. أربعة أنظمة للحكم في قرن ونصف!
- رسالة إلى شباب الأمة
- قصة وضع الحجر الأسود
- من قتل قطز ؟
التعليقات
إرسال تعليقك