ملخص المقال
الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادةٌ عظيمةٌ يغفل عنها كثيرٌ من المسلمين، وبالتالي يفوت عليهم أجر عظيم..
الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- عبادةٌ عظيمةٌ يغفل عنها كثيرٌ من المسلمين، وبالتالي يفوت عليهم أجر عظيم.
لماذا يجب علينا أن نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم؟
يجب علينا أن نصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- لعدة أمور منها:
أولًا: الصلاة على النبي فيها امتثال لأمر الله: قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
ثانيًا: الصلاة على النبي فيها اقتداءً بالله تعالى وملائكته، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾
ثالثًا: صلاة العبد وسلامه على النبي تصل إليه صلى الله عليه وسلَّم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلَّم: "ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ الله عليَّ رُوحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ"؛ (أبو داود: 2041)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع: 567).
رابعًا: الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من علامات الجود:
قال صلى الله عليه وسلَّم: "رَغِمَ أنْفُ رَجلٍ ذُكِرتُ عِندَه فلَمْ يُصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثُم انْسَلَخَ قبلَ أن يُغفرَ لهُ، ورَغِمَ أنْفُ رجلٍ أدركَ عِندَه أبواهُ الكبَرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنةَ"؛ (الترمذي: 3545)، وصححه الألباني في (صحيح الجامع: 3510).
خامسًا: الصلاة على النبي تنفي عن العبد صفة البخل.
قال صلى الله عليه وسلَّم: "البَخيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِندَهُ، فلَمْ يُصَلِّ علَيَّ" (صحيح الترغيب: 1683).
سادسًا: الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- من علامات الإيمان:
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يُؤمِنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليهِ من والدِه وولدِه والناسِ أجمعينَ"؛ (البخاري: 15) و(مسلم: 44).
والمحبةُ الكاملة هي طاعةُ الله سبحانه فيما أمر به، وطاعة النبي صلى الله عليه وسلم في كلِّ ما أمر به، والصلاةُ على النبي صلى الله عليه وسلم من هذه القرباتِ والطاعات التي تنمي هذا الحبَّ وتثمره.
سابعًا: أَولى الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم هو مَن يُكثِر الصلاة عليه: قال صلى الله عليه وسلم: "أولى النَّاس بي يوم القيامة أكثرُهم عليَّ صلاةً"؛ (الترمذيُّ: 484)، وحسَّنه الألباني في (صحيح الترغيب: 1668).
ثامنًا: ينال العبد بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- شرف صلاة الله تعالى عليه، بالإضافة لمحو خطاياه، ورفعة درجاته:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليَّ صلاةً واحدةً، صلَّى الله عليه عشرَ صلواتٍ، وحُطَّت عنه عشرُ خطيئاتٍ، ورُفعَت له عشرُ درجاتٍ"، (النسائي: 1296)، وصححه الألباني في (صحيح الترغيب).
يعني: إذا قلت: "اللهم صل على محمد، صلى الله عليك بها عشر مرات، فأثنى الله عليك في الملأ الأعلى عشر مرات".
تاسعًا: الصلاة على النبي سبب في استجابة للدعاء. رأى النبي رجلا يدعو، فقال: "عَجِلَ هذا"، ثُمَّ دعاهُ فقال له: "إذا صلَّى أحدُكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِتَحْميدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ، ثُمَّ لْيُصَلِّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ لْيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ"، (الترمذي).
عاشرًا: الصلاة على النبي طُهرة من لغو المجالس
قال: "ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه، ولم يصلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرة (نقص وحسرة)، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم"، (الترمذي).
الحادي عشر: الصلاة على النبي صلى الله علبيه وسلم دليل إلى الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: "من نسي الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة"، (ابن ماجه).
الثاني عشر: مغفرة الذنوب والتخلص من الهموم:
عن أُبيِّ بن كعب -رضي الله تعالى عنه- أنه قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يا رسولَ اللهِ، إِنَّي أُكْثِرُ الصلاةَ عليْكَ، فكم أجعَلُ لكَ من صلاتِي؟ فقال: "ما شِئْتَ"، قال: قلتُ: الربعَ؟ قال: "ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ"، قلتُ: النصفَ؟ قال: "ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ"، قال: قلتُ: فالثلثينِ؟ قال: "ما شِئْتَ، فإِنْ زدتَ فهو خيرٌ لكَ"، قلتُ: أجعلُ لكَ صلاتي كلَّها؟ قال: "إذًا تُكْفَى همَّكَ، ويغفر لكَ ذنبُك"، (الترمذي: 2457).
قال الشوكاني -رحمه الله- تعالى: "قوله صلى الله عليه وسلم: إذًا تُكفى همك ويُغفر ذنبك"، في هاتين الخصلتين جِماعُ خير الدنيا والآخرة؛ فإن مَن كفاه الله تعالى همَّه، سلِم من محن الدنيا وعوارضها؛ لأن كل محنة لا بد لها من تأثير الهم وإن كانت يسيرة، ومَن غفر الله سبحانه ذنبه، سلِم من محن الآخرة؛ لأنه لا يوبق العبدَ فيها إلا ذنوبُه".
كيف نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم؟
عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: "قيل يا رسول الله، أمّا السلام عليك فقد عرفناه، فكيف الصلاة عليك؟، قال: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"، (البخاري).
وعن أبي مسعود الأنصاري -رضي الله عنه- قال: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد ابن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك فكيف نصلي عليك؟ فسكت صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم"، (مسلم).
وهذه (الكيفية) التي علم النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه إياها عندما سألوه عن كيفية الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم، وهي أفضل كيفيات الصلاة عليه. كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري.
وقد درج السلف الصالح، ومنهم المحدِّثون بذكر الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم عند ذكره بصيغتين مختصرتين: إحداهما: (صلى الله عليه وسلم)، والثانية: (عليه الصلاة والسلام).
وقال النووي في كتاب الأذكار: "إذا صلى أحدكم على النبي -صلى الله عليه وسلم- فليجمع بين الصلاة والتسليم، ولا يقتصر على أحدهما، فلا يقل: (صلى الله عليه) فقط، ولا (عليه السلام) فقط".
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- قصة وفاة موسى بن نصير
- قصة أصغر فاتح إسلامي
- خروج آدم عليه السلام من الجنة عقوبة أم ابتلاء؟
- 6 أسباب منعت كفار قريش من الإسلام
التعليقات
إرسال تعليقك