ملخص المقال
ذَكَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، اسمًا جديدًا له، فقال: «وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى
للنبيِّ صلى الله عليه وسلم في القرآن والسُّنَّة أسماء كثيرة، اختصَّه الله بها دون غيره، ومن أسمائه صلى الله عليه وسلم الحاشر: وهذا هو الاسم التالي في الشهرة لأسماء محمد وأحمد والماحي.
ذَكَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه، اسمًا آخر له، فقال: «وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي»، وفي لفظ: «وَأَنَا الحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عِقِبِي»[1].
وجمع ابن حجر العسقلاني خمسة تأويلات لهذا الوصف في فتح الباري، فقال: «.. وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمِي أَيْ عَلَى أَثَرِي، أَيْ إِنَّهُ يُحْشَرُ قَبْلَ النَّاسِ، وَهُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى: «يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى عَقِبِي»، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْقَدَمِ الزَّمَانَ، أَيْ وَقْتَ قِيَامِي عَلَى قَدَمِي[2] بِظُهُورِ عَلَامَاتِ الْحَشْرِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّهُ لَيْسَ بَعْدَهُ نَبِيٌّ وَلَا شَرِيعَةٌ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يُحْشَرُ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: «أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الْأَرْضُ»، وَقِيلَ مَعْنَى الْقَدَمِ السَّبَبُ، وَقِيلَ الْمُرَادُ عَلَى مُشَاهَدَتِي قَائِمًا لِلهِ شَاهِدًا عَلَى الْأُمَمِ»[3].
والقول الثاني الذي ذكره ابن حجر، وهو تأويل الحاشر بأنَّه وقت قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بالبعثة النبويَّة، واعتبارها علامةً من علامات الحشر لأنَّه آخر نبيٍّ، وبهذا فبعثته من علامات الساعة، هذا القول تؤيِّده رواية نافع بن جبير، التي قال فيها مفسِّرًا معنى الحاشر: «فَأَمَّا حَاشِرٌ فَيُبْعَثُ مَعَ السَّاعَةِ ﴿نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾ [سبأ: 46]». وقد جاء في الحديث أنَّ بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم من علامات الساعة، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ». قَالَ: وَضَمَّ السَّبَّابَةَ وَالْوُسْطَى[4].[5].
[1] مسلم: كتاب الفضائل، باب في أسمائه ﷺ (2354).
[2] يقصد وقت بعثتي؛ لأنَّ بعثته ﷺ من علامات يوم القيامة؛ إذ لا نبيَّ بعده، وبه ﷺ خُتِمت الرسالات، فقَرُبَ البعثُ والحشرُ لذلك.
[3] ابن حجر: فتح الباري، 6/ 557، بتصرُّف يسير.
[4] ابن حجر: فتح الباري، 6/ 557، بتصرُّف يسير.
[5] انظر: د. راغب السرجاني: من هو محمد، دار التقوى للطباعة والنشر، القاهرة، الطبعة الأولى، 1442هـ= 2021م، ص70.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أين مكان عرش إبليس؟
- أشهر أدوات تعذيب المسلمين بعد سقوط الأندلس
- مملكة نوميديا .. صفحات من تاريخ الأمازيغ
- كيف كان الحج قبل الإسلام ؟!
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
التعليقات
إرسال تعليقك