ملخص المقال
بوابة الأهرام
شهدت السنوات الماضية إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية، وخاصة في ألمانيا، عن أهرامات الجيزة، إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم، وقيام بعض الأثريين بالادعاء بأن الفراعنة استخدموا آلات رفع حديدية كسنادات لنقل الأحجار لبناء الأهرامات.
ويقول الأثري الفلكي هاني ظريف لـ"بوابة الأهرام": "إن الأفلام الألمانية كانت تريد تأكيد استخدام أدوات حديدية غير نيزكية، مصدرها أرضي وليس سماويًا منذ عهد الملك خوفو، "وهكذا تكون الحضارة المصرية قد سبقت الحيثيين (العراق القديم) في استخراج الحديد من خاماته الأرضية، كما أن الأدوات الحديدية التي استخدمها المصريون في بناء الأهرامات كانت قادرة على رفع بلوك اسمنتي يزن 16 طنًا بواسطة رجلين فقط لا غير".
ومما يؤكد معرفة المصري القديم معدن الحديد منذ عهد خوفو، أنه فى عام 1882 عثر عالم المصريات الشهير ماسبيرو على بقايا حديد في أحد أهرام الأسرة 5 في أبوصير، وفي 19 يوليو 1908 عثر عالم المصريات الشهير ريزنر على الحديد أيضًا في معبد الوادي لهرم منكاورع بالجيزة، وفي عام 1911 عثر عالم المصريات البريطاني جيرالد أفري وينرايت على 9 خرزات حديدية في مقبرة من حضارة جرزة بالقرب من مدينة الواسطى – مركز العياط، والتي تعود إلى ما قبل الأسرات (نحو عام ٣٣٠٠ قبل الميلاد)، وهي محفوظة الآن في متحف مانشستر بالمملكة المتحدة.
وفي عام 1932 قام العالم وينرايت بنشر مقالة مطولة في غاية الأهمية تتبع فيها ظهور الحديد في مصر القديمة، ثم قام مستر ويليام يونج الفيزيائي الشهير بالتحليل الكيميائي والطيفي لعينات الحديد التي وجدها ريزنر بالجيزة، والذي أكد بدوره أنه حديد أرضي وليس نيزكيًا.
وأضاف ظريف أنه في عام 1989 قام الدكتور جونز من قسم هندسة الموارد المعدنية بالكلية الإمبراطورية بلندن، وطالبه المصري السيد الجاير، من كلية هندسة البترول والتعدين جامعة السويس -الذي كان يعد أطروحته لنيل درجة الدكتوراه في علم استخراج المعادن- بالفحص العلمي الكامل من بحث وتحقيق وتحليل كيميائي وطيفي لعينة من الصفيحة المعدنية المستخرجة من هرم خوفو.
وقد تم نشر النتائج في جريدة جمعية تاريخ علم المعادن، وكانت نتائج الدراسة كالتالي: تحديد نسبة النيكل في العينة يؤكد مصدرها الأرضي، وأن الحديد قد صُهر في درجة حرارة منخفضة (1000 – 1100 درجة مئوية)، وأنها مكونة من طبقات عديدة رقيقة جدًا من صفائح الحديد التي تم دمجها معًا بالطرق "على البارد"، بطريقة تشير إلى عدم الخبرة من قبل الحداد المصري القديم، لمهارة سبك المعادن؛ لأنها كانت لا تزال في مهدها.
وأكد ظريف أن هناك فقرة في كتاب هيرودوت صفحة 125 أشارت إلى أن هناك آلات حديدية قد استعملت في بناء هرم خوفو، وهو أيضًا ما أشارت إليه كتابات المؤرخين القدماء بليني وطاليس، وهو ما يُمكن تأكيده الآن بكل سهولة بعد كل تلك الأدلة، مضيفًا أن اللغة المصرية القديمة فرقت بين الحديد النيزكي المصدر الذي أسموه "معدن السماء" والحديد الأرضي.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- 7 أسباب أسهمت في سقوط دولة الموحدين بالأندلس
- قصة الحلاق الذي تعلم منه أبو حنيفة النعمان .. من روائع القصص
- ابن سندر.. وصية رسول الله
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- سبب تسمية قصر الحمراء بهذا الاسم
التعليقات
إرسال تعليقك