ملخص المقال

إنه الأمير المجاهد الكامل محمد الأيوبي أمير منطقة ميافارقين.. فبعد سقوط بغداد بدأ المنبطحون من الأمراء المسلمين يؤكدون ولاءهم للتتار ويعقدون الأحلاف معهم؛ وهم: بدر الدين لؤلؤ أمير الموصل، وكيكاوس الثاني، وقلج أرسلان الرابع من منطقة الأناضول (وسط وغرب تركيا الآن)، والأشرف الأيوبي أمير حمص، والناصر يوسف الأيوبي أمير حلب ودمشق!!
وعلى الرغم من أن هؤلاء الأمراء يمثلون معظم شمال العراق وأرض الشام وتركيا إلا أن هناك مشكلة ظهرت أمام هولاكو وهي أحد الأمراء الأيوبيين الذي رفض أن يرضخ للتتار، وقرر أن يجاهدهم إلى النهاية.
هو الأمير الكامل محمد الأيوبي أمير منطقة ميافارقين، وهي مدينة تقع الآن في شرق تركيا وكانت جيوش الكامل محمد كذلك تسيطر على الشمال الغربي من العراق، وعلى الشمال الشرقي من سوريا.
وهولاكو يريد أن يحتل سوريا، فليس أمامه إلا أن يجتاز المنطقة التي تحت سيطرة الكامل محمد، وبالتالي لابد من إخضاع إمارة ميافارقين بالقوَّة خاصةً أنها مدينة حصينة كما أن الشعوب المسلمة قد تتعاطف مع الكامل الأيوبي.
فحاول هولاكو إرهاب "الكامل"، فأرسل إليه رسولًا عربيا نصرانيا يدعوه فيه إلى التسليم بدون شروط، وكان اسمه «قسيس يعقوبي»؛ وقد أرسله هولاكو لأنه يستطيع التفاهم مع الكامل محمد بلغته، ولينقل له قوة هولاكو، وهو من ناحية أخرى نصراني، وذلك حتى يلفت نظر الكامل محمد إلى أن النصارى يتعاونون مع التتار.
وهكذا أصبح الكامل محمد الأيوبي كالجزيرة الصغيرة المؤمنة في وسط خضم هائل من المشركين والعملاء؛ فمن الشرق أرمينيا النصرانية ومن الشمال الشرقي الكُرْج (جورجيا) النصرانية ومن الجنوب الشرقي إمارة الموصل العميلة ومن الغرب إمارات السلاجقة العميلة ومن الجنوب الغربي إمارة حلب العميلة.
فأعلن الكامل الحرب على هولاكو بقتل الرسول، فجهز هولاكو على الفور جيشًا كبيرًا، ووضع على رأسه ابنه، وتوجه الجيش إلى ميافارقين مباشرة ومعه جيوش مملكتي أرمينيا والكُرْج.
وصمدت المدينة الباسلة وحدها، وقام الأمير الكامل محمد يشجع شعبه، وبعد حصار استمر عاما ونصف سقطت مدينة ميافارقين فقتل التتار كل سكانها، وحرَّقوا ديارها، واحتفظوا بالأمير الكامل محمد حيًّا، وذهب به قائد التتار إلى أبيه هولاكو وهو في حصار مدينة حلب.
فقيده هولاكو، ثم عذبه عذابا شديدا إلى أن استشهد البطل الأمير الكامل محمد الأيوبي وعُلِّقَ رأسه فترةً على باب الفراديس بدمشق، ثم دفن بمسجد الرأس.
للمزيد..
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- أسباب جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق
- كم مرة ذكرت كلمة العلم في القرآن ؟
- لماذا قال الإمام مسلم «دعني حتى أقبل رجليك»؟
- إنفوجرافيك | قصة السلطان محمد الفاتح
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
التعليقات
إرسال تعليقك