ملخص المقال

قصة الإسلام
صلاح الدين يعلم أوربا كلها درسا في الأخلاق وذلك بتسامحه بعد دخوله القدس حيث لم يفعل في الصليبيين مثلما فعل الصليبيون في أهل فلسطين.
بعد أن انتصر المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي في حطين وبعد تحريرهم للمدن الساحلية كلها تقريبًا جنوبي طرابلس؛ كبيروت، وعكا، وصيدا، ويافا، وقيسارية، وعسقلان.
وقد قطعت الاتصالات بين مملكة القدس اللاتينية وأوربا؛ حيث قامت قوات صلاح الدين بمحاصرة القدس وذلك في 11 رجب 583هـ / 15سبتمبر 1187م، ولم يكن بمقدور حاميتها الصليبية الصغيرة أن تحميها من ضغط 60 ألف رجل؛ فاستسلمت بعد ستة أيام ورفعت راية السلطان صلاح الدين فوق القدس.
بعد كل هذه الانتصارات استطاع صلاح الدين أن يلقن الهمجيين الغربيين درسا في الأخلاق كانوا في أشد الحاجة إليه ويحرج معهم أوربا كلها، فلم يصدق الصليبيون أنفسهم وهم يرون سماحة القائد صلاح الدين والمسلمين معه؛ والذي أكرم أسرى الصليبيين في كل بلد استولى عليه، وحرّم على جنوده الاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم، وسمح لهم بالخروج آمنين إلى حيث شاءوا من المدن الصليبية الأخرى.
وإذا فرض أموالا على الأسرى مقابل إطلاق سراحهم، فإنه كان يحرص على إعفاء فقراء الصليبيين من ذلك المال، وقد كان صلاح الدين في قمة التسامح مع الأسرى وغيرهم، وكان يعطي الأمان لمن يريده، ويسيّر رجاله من الشرطة في الشوارع لمنع أي اعتداء على النصارى، وكان من رحمته بأعدائه أن أمر رجاله بالبحث عن ابن امرأة صليبية زعمت أن الجنود خطفوه فأحضروه لها.
لقد ظل صلاح الدين في الوعي الأوربي نموذجًا للفارس الشهم الذي تتجسد فيه أخلاق الفروسية، حتى أنه توجد ملحمة شعبية شعرية من القرن الرابع عشر تصف أعماله البطولية.
التعليقات
إرسال تعليقك