ملخص المقال
نور الدين محمود .. الأمير الراشد الذي سار على هدي الخلفاء الراشدين
بعد وفاة الأمير المجاهد عماد الدين زنكي استكمل الأمير نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي مسيرة جهاد أبيه؛ وكان مسيرته قد اقتربت من حياة الراشدين الأوائل.
ولد نور الدين محمود سنة 511 هـ = 1118م بحلب، ونشأ في رعاية والده الأمير المجاهد عماد الدين زنكي صاحب حلب والموصل وغيرهما، وقد تعلم القرآن وركوب الخيل وفنون القتال، وكان متواضعا وشجاعا وصاحب همة عالية، وكان يحب العلماء والفقراء ويكرمهم؛ قال عنه ابن الأثير :"لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز مثل الملك نور الدين، ولا أكثر تحريًا للعدل والإنصاف منه".
فقد اهتم بمصالح شعبه، وأسقط عنهم الضرائب، وقام بتحصين بلاد الشام وبنى مدارس كثيرة منها النورية، ودار الحديث، ويُعتَبَر نور الدين محمود أول من بنى مدرسة للحديث، وقام كذلك ببناء الجامع النوري بالموصل، وبنى الفنادق العامة في الطرق.
وكان فقيها على المذهب الحنفي؛ فكان يجلس في كل أسبوع أربعة أيام يحضر الفقهاء عنده..
كما واصل نور الدين محمود سياسة أبيه في جهاد الصليبيين، يدفعه حب الجهاد، وملازمته لأبيه في حروبه معهم، وقرب إمارته في حلب من الصليبيين؛ مما جعله أكثر الناس إحساسًا بخطر الوجود الصليبي.
وقد استهل نور الدين حكمه بالقيام ببعض الهجمات على إمارة أنطاكية الصليبية، واستولى على مجموعة من القلاع في شمال الشام وقضى على أي محاولات من قبل الصليبيين لاستعادة إمارة الرها.
عمل كذلك نور الدين على تعميق الروابط بينه وبين غيره من الأمراء المسلمين حوله؛ وذلك للاتحاد ضد الصليبيين فعقد معاهدة مع (معين الدين أَنُر) حاكم دمشق، وتزوج ابنته وتحالفا معًا واستوليا على عدة مدن؛ وعلى أثر ذلك ملك الرعب قلوب الصليبيين من نور الدين محمود، وأدركوا أنهم أمام رجل لا يقل كفاءة وقدرة عن أبيه عماد الدين زنكي، وكانوا قد ظنوا أنهم قد استراحوا بموته.
كما كان نور الدين محمود يؤمن بأهمية الوحدة بين مصر والشام؛ ولمَّا كانت مصر في ذلك الوقت واقعةً تحت سيطرة الدولة الفاطمية العبيدية ، كان لا بد من عودتها إلى أهل السُّنة، وتوحيدها مع الشام، لتتكامل القوة الضاربة لمواجهة الصليبيين؛ وقد اعتمد في ذلك على قائده أسد الدين شيركوه، وابن أخيه صلاح الدين الأيوبي.
وقد فجع العالم الإسلامي بوفاة البطل المجاهد نور الدين محمود في دمشق، إِثْر إصابته بالحمى وذلك سنة 569 هـ / 1174م وهو في التاسعة والخمسين من عمره، ودفن في قلعة دمشق، ثم نقل جثمانه إلى المدرسة النورية الواقعة في سوق الخواصين بدمشق.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة فتح سمرقند العجيبة!
- آخر حملات بيري ريس البحرية .. نهاية مأساوية
- وفاة صقر قريش عبد الرحمن الداخل
- باحث أردني يكشف عن مكان يأجوج ومأجوج
- قصة بناء المسجد النبوي
التعليقات
إرسال تعليقك