ملخص المقال

المحراب هو رمز للصلاة وموقع جوهري في المسجد تبارى الناس في تفخيمه حتى صار تحفة معمارية في الحضارة الإسلامية
أراد المسلمون أن يتمكنوا من معرفة الجهة الصحيحة للقبلة أثناء الصلاة فوضعوا "المحراب"؛ ليكون وجهتهم الصحيحة للصلاة نحو الكعبة المشرفة.
نرى المحراب في المساجد والجوامع، وهو عبارة عن تجويف موجود في حائط القبلة، وقد لا يتسع المحراب إلا لشخص واحد هو الإمام، يؤدي فيه الصلاة عند ازدياد عدد المصلين، لتكون هناك فرصة لتكوين صف كامل من المصلين مما يوفر في المكان.
أما في الأحوال العادية، فإن الإمام غالبًا يقف بعيدًا عنه، وذلك يعطي انطباعًا بأن عمل المحراب لا يزيد على كونه علامة بارزة لتحديد اتجاه القبلة.
ومحاريب المساجد في الإسلام ثلاثة أنواع: محاريب مسطحة، ومحاريب مجوفة، ومحاريب متنقلة.
المحاريب المسطحة:
هي مجرد رمز يعين اتجاه بيت الله الحرام على هيئة رسم مسطح بارز، وتذكر المصادر التاريخية أنه لم يكن المحراب في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم مجوفًا، بل مسطحًا تسطح الجدار نفسه، ولكنه كان محددًا، وظل في مكانه بعد سنة 7 هـ، وكان جراء ذلك أنه صار أقرب إلى الجدار الشرقي منه إلى الجدار الغربي.
وفي خلافة عمر نقل جدار القبلة نحو الجنوب بمقدار خمسة أمتار تقريبًا؛ ومن ثَمَّ نقل مكان المحراب نحو الجدار الجديد، ولكن على نفس المحور، وحدث الشيء نفسه في خلافة عثمان.
ومن أمثلة المحاريب المسطحة؛ محراب قبة الصخرة المسطح، كما يوجد في مسجد ابن طولون في القاهرة خمسة من المحاريب المسطحة.
المحاريب المجوفة:
هي محاريب اتخذت كيانا معماريا فريدا، ولا يعرف على وجه التحديد مكان أول محراب مجوف في المساجد الإسلامية، غير أن بعض المصادر ترجع إنشاء أول محراب مجوف إلى توسعة المسجد النبوي في عهد الوليد بن عبد الملك، زمن ولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة، الذي جعل للمسجد محرابا مجوفا، وموقعه في الروضة الشريفة، أمام مصلى النبي صلى الله عليه وسلم، فكان هذا أول محراب مجوف في المسجد، ومن أمثلة المحاريب المجوفة المسجد الأموي بدمشق، وأقدم مسجد باق على أرض فارس، ويعرف باسم طريق خانه .
وكانت تصنع هذه المحاريب من الجص (الجبس) والرخام والخزف في أشكال فنية معمارية رائعة.
المحاريب المتنقلة:
هي محاريب يمكن نقلها من مكان إلى آخر عند الضرورة، وكانت هذه المحاريب تصنع من الخشب، حيث كان يستخدم بعضها لإقامة الصلاة في القصور الخاصة بالخلفاء والأمراء، وقد عرفت هذه المحاريب المتنقلة أيضا في منطقة الموصل بالعراق، ومن أمثلة هذه المحاريب المتنقلة الباقية إلى اليوم؛ محراب السيدة رقية، بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة، والذي يعود تاريخه إلى عام 533 هـ.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- لا حياة لمن تنادي .. قصيدة وموعظة
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة هبل أول صنم قدّسه العرب قبل الإسلام
التعليقات
إرسال تعليقك