على عكس الاختراعات التي أحدثت نقلة مهمَّة لحياة البشر، هناك اختراعات سبَّبت الهلاك للبشريَّة وأخرى خلقت صعوبات أمام إنجاز مهمَّةٍ ما، وغيرها لم تُحقِّق الهدف الرئيس منها، ممَّا جعل مخترعوها يشعرون بالإحباط والندم على ما قدَّموه للعالم من اختراعات تحمل الضرر والهلاك والإزعاج.
 

ألفريد نوبل «الديناميت»

في عام 1860م بحث المهندس «ألفريد نوبل» عن طرق لانفجار الصخور بكفاءة، واكتشف أنَّ خلط النتروجليسرين مع السيليكا سيخلق عجينةً متطايرةً تُسمَّى الديناميت. ومع ذلك، عندما رأى أنَّ الناس يُسيئون استخدام خليطه لتشويه وقتل الناس، شعر بالندم الشديد على اختراعه الذي تحوَّل لأداة قتل، وأوصى أنَّ معظم أصوله ينبغي أن تذهب نحو إنشاء صندوقٍ من شأنه أن يُكافئ الناس الذين أحدثوا تغييرًا إيجابيًّا في عالمنا، حتى أصبحت هناك جائزة سنويَّة باسمه “جائزة نوبل”.

روبرت أوبنهايمر «القنبلة الذرية»

«روبرت أوبنهايمر» هو الأب الروحي للقنبلة الذرِّيَّة، وكان يعمل في مختبرات لوس ألاموس خلال الحرب العالميَّة الثانية، وكانت البلدان تُقاتل بعضها ويموت الملايين، فاعتقد هو وفريق بحثه أنَّ إنشاء القنبلة الذرية يخلق عالمـًا أكثر أمانًا لهم ولمواطني بلدهم.

ومع ذلك، وبعد رؤيته للموت الجماعي وتدمير الملايين من الشعب الياباني، شعر بالأسف لتصنيع القنبلة الذرية، وتحدَّث أوبنهايمر في السنوات الأخيرة له عن شعوره بالندم أنَّه ارتكب خطأً فادحًا في خلق سلاح الدمار الشامل.

ميخائيل كلاشنيكوف «سلاح إيه كيه 47»

«ميخائيل كلاشنيكوف» الذي صنع سلاح إيه كي 47 الخطر للغاية، وأثناء الحرب العالمية الثانية بعد أن شاهد تساقط الأشخاص وأُصيب في ساحة المعركة، شعر بالندم وعاش بعدها طوال حياته يشعر أنَّ بندقيَّته مسئولةٌ عن حالات القتل أكثر من أيِّ بنادق أخرى.

وفي السنوات الأخيرة له، بعث برسالةٍ قلبيَّةٍ إلى رئيس الكنيسة الأرثوذكسيَّة، إذا كان ينبغي أن يكون اللوم عليه لملايين الوفيات التي تسبَّب فيها بسلاحه.
 

إيثان زوكرمان «الإعلانات المنبثقة»

شعر «إيثان زوكرمان» مبتكر فكرة الإعلانات المنبثقة «Pop Ups» على مواقع الانترنت -التي يكرهها المستخدمون كثيرًا- بالأسف الشديد على ابتكاره هذا، وكتب زوكرمان في مجلة «ذا أتلانتك» الأميركيَّة: "لقد ابتكرنا واحدةً من أكثر الأدوات مقتًا في مجال الإعلانات؛ الإعلانات المنبثقة".

تيم برنرز «الدوبل سلاش»

«تيم بيرنرز» هو مخترع الويب، أعلن ندمه على اختراع الـ «دوبل سلاش» أو الخطين المائلين «//» اللذين يسبقان أي موقع، وقال: "إن كنت فكرت بها قليلًا، فليس لها حاجة، وكان من الممكن أن أُصمِّم الويب دونها".

بوب بروبست «حجرة مكتب العمل المفتوح»

«بوب بروبست» صاحب فكرة «حجرة المكتب» أو مكتب العمل، وكان هدفه حصول الموظفين على مزيدٍ من الخصوصيَّة والحريَّة أثناء العمل، وكانت النماذج الأولى التي طُبِّقت فيها الفكرة متَّسعة تُعطي الخصوصية وتُتيح التفاعل مع الموظفين الآخرين أيضًا، حتى بدأت تتقلَّص من قِبَل الشركات صاحبة العمل، وأصبحت المكاتب خانقة للموظفين وضيِّقة، حتى إنَّه شعر بالندم بعدها لأنَّه لم يُحقِّق الهدف من فكرته الأصليَّة.

كامران لومان «رشاش الفلفل»

عمل «كامران لومان» في مكتب التحقيقات الفيدرالي في الثمانينيَّات، وساعد في تحويل رشاش الفلفل الأسود إلى سلاحٍ يُمكن استخدامه، وشرح لإدارات أقسام الشرطة كيفيَّة استخدامها، واستُخدمت بالفعل ضدَّ طلابٍ في جامعة كاليفورنيا، ممَّا جعله يشعر أنَّه الاستخدام الأسوأ لها، وندم على فكرته بعد ذلك.
 

آرثر غالستون «حمض TIBA»

«آرثر غالستون» هو عالِم النبات المتخصِّص في أخلاقيَّات علم الأحياء، كان قد ولف حمض TIBA لتحسين المحاصيل، فطوَّره الجيش البريطاني والجيش الأميركي لاحقًا لإنتاج مبيد الأعشاب ونازع أوراق الشجر "العامل البرتقالي" أو "عامل أورانج" (Agent Orange)، واستخدمه الجيش الأميركي أثناء حرب فييتنام كجزءٍ من برنامج الحرب السامَّة، فنتج عن ذلك مئات الآلاف من القتلى والمشوَّهين والأطفال الذين وُلِدوا بعيوبٍ خِلقيَّة.

الأخوان رايت «الطائرات»

الأخوان رايت؛ «أورفيل وويلبور»، المخترعان اللذان يُنسب إليهما اختراع أوَّل طائرة، والقيام بأوَّل تجربة طيران ناجحة. وقد عاش أورفيل حتى عام 1948م، وشهد العديد من الأحداث الهامَّة في مجال الطيران؛ منها الدفع النفَّاث وأوَّل صاروخ، ولكنَّه -أيضًا- شَهِد الدمار الناجم عن القنابل الساقطة من الطائرات أثناء الحرب العالمية الثانية. فقال أورفيل إنَّه كان يتمنَّى لو اخترع شيئًا من شأنه إحلال السلام الدائم في الأرض، ولكنَّه كان مخطئًا؛ فقد قلَّلنا من قدرة الإنسان على الكراهية وإفساد الوسائل الجيِّدة واستخدامها لغاياتٍ شريرة.