ملخص المقال
قصة الحوار الذي دار بين المسيح الدجال وتميم الداري، وفيه وصف للدجال ومكانه الآن وكيف سيظهر، يحكيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
من تميم الداري؟
هو تميم بن أوس بن خارجة، يُنسب إلى الدار وهو بطنٌ من لخم، ويُكنَّى أبا رُقيَّة بابنةٍ له لم يُولد له غيرها.
وُلِد رضي الله عنه بفلسطين، وكان راهبها وعابدها، ثم قَدِمَ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم المدينة ليُسلم وكان إسلامه سنة تسعٍ من الهجرة، وقد صحب تميمٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وغزا معه وروى عنه، وكان يسكن المدينة ثم انتقل منها إلى الشام بعد مقتل عثمان رضي الله عنه.
وإذا أردت أن تعرف المزيد عن حياة تميم الداري طالع هذا المقال: «قصة تميم الداري»..
بين الدجال وتميم الداري
روى مسلم في صحيحه [*] عن فاطمة بنت قيس، أخت الضحاك بن قيس أنَّها سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنادي: الصلاة جامعة، فخرجَتْ إلى المسجد، قالت: "فصلَّيْتُ مع رسول الله، فكنت في صفّ النساء التي تلي ظهور القوم، فلمَّا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك..
- فقال: «لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ»، ثم قال: «أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟».
- قالوا: "الله ورسوله أعلم".
- قال: «إنِّي، والله ما جمعتكم لرغبةٍ ولا لرهبة؛ ولكن جمعتكم لأنَّ تميمًا الداري، كان رجلاً نصرانيًّا، فجاء فبايع وأسلم. وحدَّثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال».
«حدَّثني أنَّه ركب في سفينةٍ بحريَّة، مع ثلاثين رجلًا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرًا في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرةٍ في البحر حتى مغرب الشمس، فجلسوا في أَقْرُبِ السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقِيَتْهُم دابَّةٌ أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قُبُله من دُبُرِه من كثرة الشعر.
- فقالوا: ويلكِ، ما أنتِ؟
- فقالت: أنا الجسَّاسة.
- قالوا: وما الجسَّاسة؟!
- قالت: أيُّها القوم، انظروا إلى هذا الرجل في الدير، فإنَّه إلى خبركم بالأشواق.
- قال: لمـَّا سمَّت لنا رجلًا فرقنا منها أن تكون شيطانة.
- قال: فانطلقنا سراعًا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسانٍ رأيناه قط خَلْقًا، وأشده وِثَاقًا، مجموعة يداه إلى عنقه، ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد.
- قلنا: ويلك ما أنت؟
- قال: قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟
- قالوا: نحن أناسٌ من العرب، ركبنا في سفينةٍ بحريَّة، فصادفنا البحر حين اغتلم، فلعب بنا الموج شهرًا، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقينا دابَّة أهلب كثير الشعر، لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر. فقلنا: ويلكِ ما أنتِ؟ فقالت: أنا الجساسة، قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنَّه إلى خبركم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعًا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة.
- قال: فأخبروني عن نخل بيسان.
- قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبر؟
- قال: أسألكم عن نخلها، هل يُثمر؟
- قلنا: نعم.
- قال: أَمَا إنَّه يُوشك أن لا يثمر.
- قال: أخبروني عن بحيرة طبريَّة.
- قلنا: عن أيِّ شأنها تستخبر؟
- قال: هل فيها ماء؟
- قالوا: هي كثيرة الماء.
- قال: أَمَا إنَّ ماءها يوشك أن يذهب.
- قال: أخبروني عن عين زغر.
- قالوا: عن أيِّ شأنها تستخبر؟
- قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟
- قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها.
- قال: أخبروني عن نبيِّ الأميِّين ما فعل؟
- قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب.
- قال: أقَاتَلَهُ العرب؟
- قلنا: نعم.
- قال: كيف صنع بهم؟
- فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه.
- قال لهم: قد كان ذلك؟
- قلنا: نعم.
- قال: أَمَا إنَّ ذلك خيرٌ لهم أن يُطيعوه، وإنِّي مخبركم عني؛ إنِّي أنا المسيح، وإنِّي أوشك أن يُؤْذَن لي في الخروج، فأخْرُجُ فأسير في الأرض، فلا أدع قريةً إلَّا هبطْتُها في أربعين ليلة، إلَّا مكة وطيبة؛ فهما محرَّمتان عليَّ كلتاهما، كلَّما أردتُ أن أدخل واحدةً -أو واحدًا- منهما، استقبلني مَلَكٌ بيده السيف صلتًا، يصدُّني عنها، وإنَّ على كلِّ نقبٍ منها ملائكةً يحرسونها».
قالت (فاطمة بنت قيس): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وطعن بمخصرته في المنبر-: «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة»؛ يعني المدينة، «أَلَا هل كنتُ حدَّثْتُكم ذلك؟» فقال الناس: نعم.
قال: «فإنَّه أعجبني حديث تميمٍ أنَّه وافق الذي كنت حدَّثتكم عنه وعن المدينة ومكة، أَلَا إنَّه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل مِن قِبَلِ المشرق، مَا هُوَ مِن قِبَل المشرق، مَا هُوَ مِن قِبَل المشرق ما هُوَ»، وأومأ بيده إلى المشرق.
فقالت: فحفظتُ هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[*] صحيح مسلم: كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب قصة الجساسة، رقم (2942)، 4/ 2261.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- معنى كلمة لإيلاف قريش
- قصة وفاة موسى بن نصير
- قصة أصغر فاتح إسلامي
- ذو السويقتين هادم الكعبة
- خريطة العالم الإسلامي وقت ظهور التتار
التعليقات
إرسال تعليقك