ملخص المقال

في طريق البحث عن السعادة .. تائهٌ أم مهتدٍ؟!
«ليس للسعادة طريق؛ لأنها هي الطريق!» على بساطة الجملة إلَّا أنَّها من أهم القناعات والأفكار التي تجعل الشخص يعتاد السعادة ويعيشها.
فمعظم البشر يمضون سنوات طويلة للحصول على أمور ماليَّة أو معنويَّة، لكي يشعروا بالسعادة، وما أن يحقُّقوا ما أرادوا يكتشفون أنَّ ما حصلوا عليه هو شيءٌ من الفرح، من المتعة، من اللذَّة، والتي غالبًا ما تكون مؤقَّتة وتُصبح شيءٌ غير الذي كان يُتوقَّع، بينما السعادة الحقيقة هي في الطريق نحو ما نريد، في المسير، في الرحلة.
طبيعي أن نحلم، نُخطِّط، نرنوا إلى أهداف، نطمح إلى أشياء، بلا شَكٍّ أنَّها ستزيد من منسوب السعادة، ولكن بشرط أن تكون موجودةً بالفعل!
كثيرةٌ هي الأفكار والآليَّات التي يُتحدَّث عنها، ولكن في الحقيقة إنَّ السعادة أبسط ممَّا يكون..
فهي قناعاتٌ بمجرَّد أن يقتنع بها الإنسان وتُصبح تلقائيَّة سوف يُلاحظ أنَّ مشاعر الرضا والهدوء والراحة والبهجة والقناعة هي الأصل، هي المسيطرة..
وأنَّ الحزن والضيق والقلق والكآبة هي الاستثناء، هي الطارئة، والتي دونها لا يُمكن أن يُعرف طعم السعادة.
المتأمل في حياة الأطفال ومعظم كبار السن يجد أنَّهم يستمتعون ويسعدون بأقلِّ ما يُمكن..
فالأطفال لم تسحبهم بعدُ الأطماعُ النفسيَّة غير المحقِّقة فعليًّا للرضا، ومعظم كبار السن اكتشفوا في نهاية الحياة أنهم صرفوا الكثير من الجهد في التركيز على الغابات البعيدة من المادِّيَّات والآمال، ولم يُدركوا جمال الأزهار بقرب نوافذ بيوتهم!
حقيقة السعادة!
السعادة هي التركيز على الموجود من الأشياء المادِّيَّة والمعنويَّة، ومحاولة إتقان مهارات التعامل مع الضغوط، وبناء نظام حياةٍ مرتَّبٍ متوازنٍ لكلِّ جوانب الحياة، وفهمٍ لطبيعتها، ووجود معنى لها..
والتواصل الاجتماعي، والعطاء المادِّي والمعنوي للآخرين ولو بشيءٍ يسير، والاهتمام الروحي، والاستمتاع بالحاضر وبالأمور البسيطة..
وبالإمكان أن نستمتع بجمال الطريق مهما كان، في ذات الوقت نستمتع بكلِّ مكانٍ يُتَوصَّل إليه.
ومن خلال ما سبق سيتمكَّن الشخص تحويل السعادة من مكانٍ يُتمنَّى الوصول إليه إلى مضمارٍ يسير فيه، ومن قمَّةٍ يُحاول صعودها إليها إلى أرضيَّةٍ يمشي عليها.
المصدر: موقع مداد (بتصرف).
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- خريطة بأسماء وأماكن مدن الأندلس القديمة
- لماذا أحب العلماء الوقف الإسلامي؟
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
التعليقات
إرسال تعليقك