ملخص المقال
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الكعبة المشرفة ستُهدم آخر الزمان، وذكرت لنا السنة النبوية أوصاف هادمها.. فمن هو ذو السويقتين هادم الكعبة؟
يعلم كلُّ قارئٍ للسنة النبوية المطهرة أنَّ الكعبة المشرفة ستُهدم في آخر الزمان وأنَّ ذلك من علامات الساعة التي أنبأنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فما قصَّة هذا الهدم ومن الذي سيهدم بيت الله الحرام؟!
تُخبرنا الأحاديث النبويَّة المشرَّفة أنَّ هدم الكعبة سيكون في آخر الزمان وعلى يد الأحباش، ففي مسند أحمد عن أبي قتادة، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يُبَايَعُ لِرَجُلٍ مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ الْبَيْتَ إِلَّا أَهْلُهُ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلَا تَسْأَلْ عَنْ هَلَكَةِ الْعَرَبِ، ثُمَّ تَأْتِي الْحَبَشَةُ فَيُخَرِّبُونَهُ خَرَابًا لَا يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ».
وخصَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا منهم في أحاديث أخرى، سمَّاه "ذو السويقتين" بأنه من سيهدم الكعبة في آخر الزمان، وقد نقل لنا صفته وفعله؛ فيروي أبو هريرة رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ» .
وفي الصحيح أيضًا عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا» .
وروى الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمرو أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ أُفَيْدِعَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِهِ» .
- ذو السويقتين: تصغير الساقين، وتعني دقة الساق وصغرها.
- الفدع: عوج بين القدم وعظم الساق، وقيل: هو أن تزول المفاصل عن أماكنها.
- الأصلع: من ذهب مقدم شعر رأسه، وجاء في بعض روايات الحديث "أصعل" أي: صغير الرأس.
- الفحج: تباعد ما بين الساقين.
- المسحاة: أداة القشر والجرف المصنوعة من الحديد.
وقد يتعجَّب بعضنا من أنَّه كيف سيهدم بيت الله الذي جعله الله حرمًا آمنًا؛ ويُزيل هذا الإبهام والتعجب قول الإمام النوويِّ رحمه الله بأنَّه «لا يُعارض هذا قوله تعالى حرمًا آمنًا؛ لأنَّ معناه آمنًا إلى قُرب القيامة وخراب الدُّنيا..» ووافقه في هذا جُل المفسرين وأهل العلم.
وفي النهاية نؤكِّد على أنَّ هذا هو أمر الله سبحانه وتعالى؛ فقد يمنع الله من ينتهك حرمة بيته كما فعل مع أبرهة الحبشي، وقد يتركه لحكمةٍ هو يعلمها سبحانه جلَّ علاه كما حدث مع القرامطة الملاعين الذين استباحوا الحرم وفعلوا فيه الأفاعيل وسرقوا الحجر الأسود، وكما سيحدث مع هذا الخبيث ذي السويقتين.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- بالصور | أغرب 9 اكتشافات أثرية في تاريخ البشرية
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- حقيقة عيسى العوام وأكذوبة فيلم صلاح الدين
- ألقاب أم المؤمنين عائشة
- قصة ساعة هارون الرشيد التي أثارت الجدل في مونديال قطر
التعليقات
إرسال تعليقك