ملخص المقال
موقف الحاجب المنصور محمد بن أبي عامر وموقفه الشهير مع المرأة المسلمة الأسيرة..
محمد بن أبي عامر الملقب بالحاجب المنصور، مؤسِّس الدولة العامرية في الأندلس، والتي أسَّسها عام (368هـ=978م)، واستمرَّت حتى وفاته عام (399هـ=1009م)، وقد توفي المنصور ابن أبي عامر رحمه الله بعد سبعةٍ وعشرين عامًا من حكمه، وكان عمره أربعة وستون سنة، وكان عهده يتميز بالقوة والكفاءة، حيث كان يخرج للجهاد مرتين في العام، فخاض أثناء حكمه خمسين معركة ولم تهزم له راية.
ومن قصص الحاجب المنصور العجيبة خلال فترة حكمه أنه ذات يوم أرسل رسوله إلى ملك بلاد البشكنس، وكان حينئذ بينهما معاهدات سلام، وكان من شروط تلك المعاهدات بينه وبين ذاك الملك ألا يبقى أسير مسلم في بلاده، ولما وصل الرسول إلى ملك اليشكنس أكرمه ذلك الملك إكرامًا زائدًا، وسمح له أن يتجول في مملكته كما يحب، فدخل هذا الرسول إلى كنيسة من كنائسهم، وبينما هو يتجول داخلها أقبلت إليه امرأة مسلمة، وأخبرته إنها منذ سنوات طويلة في الأسر هي وابنتها، وحلفت عليه أن يبلّغ الحاجب المنصور شأنها.
ولما رجع الرسول إلى الحاجب المنصور أخبره قصة تلك المرأة الأسيرة، فأعد الحاجب ا المنصور جيشًا وتوجه مباشرة إلى بلاد البشكنس، حينذاك اندهش ملك البشكنس وأرسل يريد أن يعرف ما السبب، فأخبره الحاجب بأن هناك مخالفة صريحة لشروط الصلح والاتفاق بينهما، وذلك أن أسيرة مسلمة مع ابنتها ما زالت مقيدة عنده، فاستطلع الملك الخبر وتتبع خيوط القصة حتى وجد تلك المرأة فأعادها مكرمة عزيزة إلى الحاجب المنصور، واعتذر إليه معللًا بأن أحد جنوده قد تصرف هذا التصرف وليس له هو علم بذلك[1].
[1] د. طارق سويدان: أطلس الأندلس، شركة الإبداع الفكري، الطبعة الأولى، سنة 1426هـ= 205م، ص233.
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- قصة المـَثَل العربي الشهير .. «سَبَقَ السَّيْفُ العَذَلَ»
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- لماذا لم يدخل أبو جهل في الإسلام؟
- سر وصية السلطان عثمان بن أرطغرل لابنه أورخان
التعليقات
إرسال تعليقك