ملخص المقال
الأطفال في الإسلام هم زهرة الحياة الدنيا وزينتها، وهم بهجة النفوس وقُرَّة الأعين، وهم شباب الغد الذي تنعقد عليهم آمال المستقبل. هناك العديد من حقوق الطفل التي حفظها الإسلام، والتي فاقت في شمولها ومراحلها كل الأنظمة والقوانين الوضعيَّة قديمها وحديثها، حيث اهتم الإسلام به في كل مراحل حياته: جنينا، ورضيعا، وصبيا، ثم شابا، إلى أن يصل إلى مرحلة الرجولة، بل حفظ الإسلام حقوق الطفل قبل أن يكون جنينا!! وهذه الحقوق التي كفلها الإسلام متعددة الجوانب, فمنها حقه فبل ولادته, وأثناء فترة الحمل والولادة, ثم بعد وضعه إلى بلوغه. ولما كان الدور الأكبر في رعاية حقوق الطفل في تنشئة سليمة يتمثل في دور الوالدين، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقي وزوجة صالحة، وفي ذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين فقال: "تُنكحُ المرأة لأربع لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تَرِبَت يَدَاك"(1) وفي ذلك لم يَقِف الإسلام في وجه من أراد المرأة الجميلة، أو ذات المال أو الحسب، ولكن بشرط ألا تتعارض مع الأخلاق والدين. وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم الزوجة باختيار زوجها على نفس المعيار والأساس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا خَطَبَ إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إِلاَّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض"(2) وكذلك هنا لم يَقِف الإسلام مانعا من زواج المرأة للرجل الغني بشرط ألا يكون ذلك على حساب الدين. ولا ريب في أن هذا الاختيار وذاك الأساس من شأنه أن يعود بالنفع التام والمصلحة المباشرة على الطفل الذي يكون ثمرة هذين الزوجين الصالحين، لينشأ بعد ذلك في أسرة ودودة متحابة، تعيش في ظل تعاليم الإسلام. ومن حقِّ الطفل أيضا قبل ولادته ذاك التوجيه النبوي الشريف في الدعاء عند الجماع، والذي يحفظ الجنين من الشيطان؛ فعن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بِاسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَقُضِيَ بَيْنَهُمَا وَلَدٌ، لم يَضُرُّهُ"(3) وكذلك من حقوق الطفل التي أقرها الإسلام قبل ولادته: تحريم إجهاضه وهو جنين. وإجازة الفطر في رمضان للمرأة الحامل. تأجيل حد الزنا حتى يولد وينتهي من الرضاع. إيجاب الدية على قاتله. [divider] (1) البخاري عن أبي هريرة - كتاب النكاح - باب الترغيب في النكاح (4802). (2) الترمذي - كتاب النكاح عن رسول الله، باب ما جاء إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه (1004)، وحسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (1022). (3) مسلم -كتاب النكاح، باب ما يستحب أن يقوله عند الجماع (2591).
الأكثر قراءة اليوم الأسبوع الشهر
- نص خطاب جعفر بن أبي طالب مع النجاشي ملك الحبشة
- شكل سيدنا موسى عليه السلام كما رآه النبي في الإسراء والمعراج
- حوار الصحابي ربعي بن عامر مع رستم قائد الفرس .. مشهد من ماضٍ مجيد
- قصة حرب الفجار
- اعرف نبيك .. 7 كتب لا غنى عنها في السيرة النبوية
التعليقات
إرسال تعليقك